ما أكثر ما تريد هذه الحكومة تنفيذه ولكن هل تستطيع ؟  
سورية الجميلة RSS خدمة   Last Update:29/03/2024 | SYR: 09:22 | 29/03/2024
الأرشيف اتصل بنا التحرير
TopBanner_OGE

Sama_banner_#1_7-19


خلطات كامبو


شاي كامبو


IBTF_12-18



HiTeck


runnet20122



 عشرين عشرين ..
حصار مستمر وألاعيب لا تهدأ من قانون قيصر .. إلى مزاعم حماية المدنيين من ( النظام )
05/01/2021      


بانوراما أحداث العام 2020 كان أسوأ أعوام العصر .. محلياً وعربياً وعالمياً

 

محلياً :

حصار مستمر وألاعيب لا تهدأ من قانون قيصر .. إلى مزاعم حماية المدنيين من ( النظام )

 

 اندلاع حرائق الغابات وعواصف كورونا تملأ الساحات

 

عواصف تضرب الحكومة بإقالة رئيسها .. واستمرارها برئاسة وزير .. وبعد انتخابات مجلس الشعب يصير رئيساً لحكومة جديدة

 

الحكومة الجديدة قدّمت بياناً خيالياً فضفاضاً لم تستطع تنفيذ شيء منه في نصف عمرها .. والرهان على النصف الآخر

 

رحيل وليد المعلم بقامته الوطنية .. ليخلفه المقداد .. والجعفري نائب له والصباغ إلى نيويورك

 

عربياً :

انفجار مدمّر ينسف ميناء بيروت .. ووفاة زعيمين عربيين .. فيما قطار التطبيع والخيانة ينطلق من الخليج

 

عالمياً :

استشهاد قاسم سليماني على يد ترامب المهزوم أمام بايدن

 

كورونا مستمر بفتك الناس بمختلف أنحاء العالم .. واقتصاديات الدول على شفير الهاوية

 

صندوق النقد الدولي :

يحثُّ على إنقاذ الأرواح وحماية الأفراد والشركات الأكثر تضررا من خسارة الدخل والبطالة والإفلاس

 

 النقد الدولي : لا بدّ من تقليص احتمالية حدوث ركود عميق طويل الأمد من جراء الجائحة

لا يتوفر وصف.

 

لم يشهد العالم في عصرنا الحديث على ما نعتقد أسوأ من العام 2020 الذي انقضى، فلم يكن كغيره من الأعوام التي سبقته، فقد حمل بين طياته الكثير من الأحداث والمنغصات والمتاعب والأزمات ما يفيض ويختلف كثيراً عن أغلب التوقعات التي حلم أصحابها بأن يكون عاماً جميلاً مميزاً، حتى أن البعض شطح بخياله ليشير إلى أن تركيبة رقم هذا العام تمثل المستقبل الآمن، والعلاقات المبنية على أسس متينة، والدبلوماسية التي تساعدنا على التواصل مع الآخر وتقبله.

وأرخى الرقم الزوجي المكرر للعام 2020 بظلاله الإيجابية على أشخاص اعتقدوا أن له مدلولات ستنعكس على عامهم الجديد، في حين استبشر آخرون وتأملوا به خيرا.

وفي الوقت الذي زاد فيه الحديث المتكرر على منصات التواصل الاجتماعي عن الهالة المميزة التي يحملها العام الجديد 2020، أكد خبراء الطاقة حول العالم قوة تأثير طاقة الأرقام، حيث تتمحور حول التركيز، العلاقات، العمل الجماعي، الطاقة التي لا حدود لها، الواقعية، والضمير الحي.

وأجمع خبراء الطاقة على الرقم الزوجي المكرر في هذا العام المكون من 2 مضاف له صفر، إذ له مدلولاته الإيجابية حيث يتمحور الرقم 2 حول الكثير من الإيجابيات والتعاون والتعايش مع الآخرين، كما يمثل العثور على الآخر بعد عيش فترة من الوحدة التي ترتبط بالرقم 1.

وقال خبراء الطاقة أيضاً أن العثور على الآخر لا يرتبط فقط بالعلاقات بل بالحياة المهنية والعائلية، فالفكرة الأساسية هنا تتمحور حول الشريك الذي سيساعد كل شخص على تحقيق الأهداف.

وبالعموم فإن التفاؤل الذي كان ينشر أريجه على الكثيرين بالعام 2020 م والأمل الذي يتطاير من قلب إلى قلب، ومن مكانٍ إلى آخر وهم بانتظار قدومه، سرعان ما تبدّدَ متبخراً، لأنه جاء ومع الأسف بطابعٍ مختلف اخترق فيه كل الآمال والتوقعات.

على الصعيد العالمي

ما كادت الناس تنتهي من احتفالاتها برأس السنة وبثّ آمالها بالقادم الجديد، حتى أعلن الجيش الأمريكي في الثالث من كانون الثاني اغتيال قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، الجنرال قاسم سليماني، ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي، أبو مهدي المهندس، في غارة جوية بطائرة مسيرة قرب مطار بغداد الدولي، ما أدى إلى توتر كبير وازدياد المخاوف من اندلاع حرب أمريكية إيرانية تمتد بارتداداتها إلى أماكن مختلفة، غير أن أمريكا ابتلعت الرد الإيراني الذي جاء على قاعدة عسكرية أمريكية في العراق بعد أيام.

وفي استراليا اندلعت حرائق واسعة في كانون الثاني وتسببت بمقتل العشرات من الأشخاص وحرق مساحة تزيد على 6 ملايين هكتار من الأراضي - مساحة أكبر من حجم هولندا - وتدمير أكثر من 2000 منزل وجعل تلوث الهواء في المدن الأسترالية الأسوأ في العالم.

وفي السادس عشر من كانون الثاني رصدت الحكومة الصينية انتشار نوع جديد من فيروس "كورونا" في مدينة ووهان، ما استدعى إعلان حالة الطوارئ الصحية على المستوى العالمي، ومقتل أكثر من 304 أشخاص وإصابة 14500 منذ ذاك الحين، وتطبيق إجراءات الحجر الصحي على الملايين في الصين ودول أوروبا وروسيا والولايات المتحدة، وحتى الدول العربية، ولا يزال الوباء البلاء مستمراً على جميع أنحاء العالم، ففي آخر إحصائية للعام 2020 وصل عدد الإصابات المعلن عنها في 1 / 1 / 2021م في مختلف أنحاء العالم إلى أكثر من / 82 / مليوناً و / 745 / ألف إصابة، توفي منهم أكثر من مليون و / 805 / آلاف حالة.

وقد انعكس هذا الوباء على مختلف جوانب الاقتصاد في العالم وكاد أن يشلّه حتى غدت الكثير من الاقتصادات على شفير الهاوية، نتيجة الإجراءات الاحترازية التي فرضتها الكثير من الدول ولاسيما إجراءات الإغلاق التي حصلت، حيث تعطلت المصالح والكثير من الخدمات وهبطت الأسهم وتراجعت حركة النقل والطيران، وتوقف دخل الملايين من الأفراد والشركات، إلى أن تلافت الدول ذلك بالتراجع عن الإغلاق التام وصرف تعويضات باهظة للمتعطلين الأمر الذي أنهك الاقتصادات الدولية أكثر فأكثر.

وقد أشار صندوق النقد الدولي في بعض تقاريره بهذا الشأن إلى أنّ جائحة كوفيد-19 وعمليات الإغلاق العام التي صاحبتها تسببت في اتخاذ إجراءات مالية غير مسبوقة بلغت قيمتها 11,7 تريليون دولار أمريكي، أو قرابة 12% من إجمالي الناتج المحلي العالمي، حسب الوضع في 11 سبتمبر / أيلول 2020. وتألف نصف هذه الإجراءات من إنفاق إضافي أو إيرادات ضائعة، بما في ذلك التخفيضات الضريبية المؤقتة، بينما تَمَثَّل نصفها الآخر في دعم السيولة، بما في ذلك القروض والضمانات وضخ رأس المال من جانب القطاع العام. وأدت الاستجابة القوية من جانب الحكومات إلى إنقاذ الأرواح ودعم الفئات والشركات الضعيفة، وتخفيف التداعيات على الاقتصاد العالمي. غير أن الأزمة، مقترنة بضياع الإيرادات الناجم عن انكماش الناتج، كان لها عواقب وخيمة على المالية العامة. ففي عام 2020، يُتوقع حدوث طفرة في العجوزات الحكومية بمتوسط 9% من إجمالي الناتج المحلي، واقتراب الدين العام العالمي من 100% من إجمالي الناتج المحلي، وهو رقم قياسي. وفي ظل افتراضات السيناريو الأساسي الذي يشير إلى تعافٍ قوي في النشاط الاقتصادي وأسعار فائدة منخفضة ومستقرة، يُتوقع أن تستقر نسبة الدين العام العالمي في عام 2021، في المتوسط، ما عدا في الصين والولايات المتحدة. غير أن الأمر يتطلب المزيد من الجهد لمعالجة تزايد الفقر والبطالة وعدم المساواة، ولدعم التعافي الاقتصادي.

 وكانت جائحة كوفيد-19 قد باغتت العالم وهو يواجه بالفعل آفاقا ضعيفة للنمو العالمي، مع انخفاض التضخم وأسعار الفائدة الاسمية – حسب تقارير صندوق النقد الدولي – ورفعت الجائحة ضرورة التحرك من خلال سياسة المالية العامة إلى مستوى غير مسبوق. ومع هذا لا بد من العمل على إنقاذ الأرواح، وحماية الأفراد والشركات الأكثر تضررا من خسارة الدخل والبطالة والإفلاس، وتقليص احتمالية حدوث ركود عميق طويل الأمد من جراء الجائحة. 

ووهان تتحول إلى مدينة أشباح

وبعد أن كانت مدينة ووهان الصينية أحد المقاصد المهمة لطلاب التعليم العالي، ومحبي السياحة والسفر لما لها من آثار وتاريخها العريق، حولها فيروس كورونا إلى مدينة أشباح، شوارعها خالية ومحالها مغلقة.

بابا الفاتيكان يقيم صلاة القداس وحيداً بسبب الكورونا

للمرة الأولى في التاريخ، ترأس البابا فرنسيس في 27 آذار/مارس 2020) وحيداً صلاة في مواجهة "عاصفة" وباء كورونا المستجد، وذلك في ساحة كاتدرائية القديس بطرس الخالية في الفاتيكان، داعياً العالم "الخائف والضائع" إلى إعادة النظر في أولوياته.

بركان تال..

وفي الفيلبين نفث بركان ( تال ) حممه بعد هدوء دام 43 عاماً، البركان كان من أنشط براكين البلاد؛ إذ ثار 33 مرة منذ 1572.

ويقع البركان وسط بحيرة تال بمقاطعة باتانجاس على مسافة نحو 66 كيلومتراً جنوبي وسط العاصمة مانيلا.

حرارة القطب المتجمد

تجاوزت حرارة القارة القطبية الجنوبية "أنتركتيكا" 20 درجة مئوية لأول مرة، بعد أن سجل الباحثون الحرارة إلى 20.75 درجة مئوية على جزيرة قبالة ساحل القارة، وبهذا يكون ذلك القطب قد سجل أعلى درجة حرارة منذ بداية تكوينه.

الجراد يغزو مناطق شرق افريقيا

غزت أعداد هائلة من الجراد مناطق شرق إفريقيا في أسوأ هجوم تتعرض له تلك المنطقة منذ 70 عاماً.

وبدأت أسراب الجراد والتي قدرت أعدادها بمئتي مليار حشرة "غزوها" من إثيوبيا قبل أن تنتقل إلى كينيا حيث بدأت في اكتساح البلاد طولاً وعرضاً .

مقتل جورج فلويد

قتل المواطن الأمريكي جورج فلويد " 46 عاماً " من أصول أفريقية في 25 أيار / مايو 2020 في مدينة منيابولس، مينيسوتا في الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك أثناء تثبيته على الأرض بُغية اعتقاله من قبل شرطة المدينة، حيث قام ضابط شرطة منيابولس "ديريك تشوفين" بالضغط على عنق فلويد (بركبته) لمنعه من الحركة أثناء الاعتقال لما يقارب تسع دقائق، ما تسبب باختناقه ووفاته، الأمر الذي أدى إلى خروج مظاهراتٍ واسعة النطاق في العديد من الولايات.

كارثة بيئية في القطب الشمالي

أعلن المركز الوطني الأمريكي لبيانات الجليد والثلوج أن الجليد البحري في القطب الشمالي، انخفض إلى أقل من 4 ملايين كيلومتر مربع، للمرة الثانية منذ بدء التسجيل بالأقمار الاصطناعية في عام 1979.

فيضانات النيجر

أعلنت السلطات النيجيرية أن فيضانات عارمة شهدتها البلاد في أغسطس / آب نتيجة هطول الأمطار بغزارة تسببت بمصرع العشرات، وتشريد الآلاف بعد تدمير منازلهم. ... وانهار في البلاد قرابة 26 ألف منزل منذ بدء الفيضانات ما أدى إلى مقتل العشرات تحت الأنقاض.

وأحداث أخرى كثيرة وكثيرة جداً تليق بأن يكون العام 2020 هو من أسوأ الفترات التي تمر على هذا العالم أللهم باستثناء الهزيمة الكبرى التي مُني بها الرئيس الأمريكي الأرعن دونالد ترامب .

وعلى الصعيد العربي

توفي زعيمان عربيان في عام 2020، حيث توفي السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان في الحادي عشر من كانون الثاني عن / 79 / عاماً .

وأدى من بعده هيثم بن طارق آل سعيد اليمين الدستورية سلطانا جديدا للبلاد، وذلك عقب اجتماع لمجلس العائلة الحاكمة، وهيثم بن طارق بن تيمور آل سعيد هو ابن عم السلطان الراحل. وولد عام 1955 في مسقط عاصمة عمان، وهو من الأعضاء البارزين في العائلة الحاكمة.

· كما توفي أمير الكويت، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، في 29 أيلول/سبتمبر في الولايات المتحدة. حكم الأمير الراحل البلاد من العام 2006 إلى العام 2020، وظل يدير شؤون البلاد على الرغم من عمره المتقدّم البالغ 91 عاماً حتى دخوله المستشفى في 19 تموز/ يوليو. 2020

وقد أدى الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح من بعده اليمين الدستورية أمام مجلس الأمة الكويتي أميرا للبلاد خلفا للأمير صباح الأحمد الجابر الصباح.

وكان الشيخ نواف الأحمد يؤدي مهام أمير البلاد طيلة الشهرين الماضيين عقب سفر الأمير الراحل إلى الولايات المتحدة لتلقي العلاج.

ويبلغ نواف الأحمد من العمر 83 عاماً وتولى ولاية العهد عام 2006.

وتنص المادة الرابعة من الدستور والمادة الأولى من قانون توارث الإمارة على أن "الكويت إمارة وراثية في ذرية مبارك الصباح"، فيما تنص المادة الرابعة من قانون توارث الإمارة على "أنه إذا خلا منصب الأمير نودي بولي العهد أميرا."

· ومن أحداث العام 2020 أن السلطات السعودية قررت إغلاق الحرمين الشريفين (المسجد الحرام في مكة والمسجد النبوي الشريف في المدينة)، في غير أوقات الصلاة، تحسبا لمنع انتشار فيروس كورونا.

وقالت الحكومة السعودية، إن هذا الإجراء يأتي في إطار الإجراءات الصحية الاحترازية، بعد انتشار فيروس كورونا.

وفي مقلب آخر اندلع حريق ضخم، في أحراش بمنطقة مكة المكرمة وسط مجموعة من الأشجار في جبل "عمد" بمحافظة ميسان.

انفجار ضخم يهز العاصمة بيروت

وفي لبنان هز انفجار ضخم، مرفأ بيروت، ما أدى إلى سقوط مئات من القتلى فضلا عن عدد كبير من الجرحى، وخسائر مادية هائلة في الميناء ومناطق شتى في العاصمة اللبنانية، في حادث لم تشهده من قبل.

فيضانات السودان.. الأسوأ منذ قرن

وفي السودان تساقطت أمطار غزيرة، بدءاً من أوائل سبتمبر 2020، ما أدى إلى فيضان مدمر في 16 ولاية سودانية على الأقل.

وتأثر في الفيضان أكثر من 500.000 شخص، وتدّمر أكثر من 100.000 منزل. فيما أعلنت الوكالات الحكومية عن مقتل حوالي 101 شخص.

انفجار ضخم آخر واندلاع حريق في مدينة الزرقاء

أما في الأردن فوقع انفجار كبير صباح الجمعة 11 / 9 / 2020م في إحدى مستودعات ذخائر الهاون القديمة قيد التفكيك في منطقة الطافح القريبة من مدينة الزرقاء والواقعة في منطقة معزولة غير مأهولة بالسكان.

وأضاف مصدر في القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية أنه لم ينجم عن الانفجار أي اصابات في الارواح واقتصرت على أضرار مادية، وتشير التحقيقات الاولية أن الانفجار ناتج عن الارتفاع الشديد لدرجات الحرارة الامر الذي أدى لحدوث تفاعل في المادة الكيميائية الموجودة داخل إحدى حشوات قذائف الهاون التي أدت لوقوع الانفجار.

تطبيع مع الكيان الصهيوني

وكانت أسوأ أحداث العام 2020 في المنطقة العربية إضافة إلى مآسي حرب اليمن والعدوان السعودي عليه، انجرار بعض الدول لعمليات التطبيع مع الكيان الصهيوني، حيث وقعت دولة الإمارات العربية المتحدة رسميا، اتفاقيات لتطبيع العلاقات مع كيان الاحتلال، الذي وقع أيضا اتفاقية إعلان تأييد السلام مع البحرين، وذلك في البيت الأبيض بحضور الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، كما يجري الحديث عن دول عربية أخرى ركبت قطار التطبيع كالمغرب والسودان .. وربما غير ذلك أيضاً ..!

على الصعيد المحلي

كان عاماً بائساً مليئاً بالمتاعب والأزمات، وشهد أحداثاً مثيرة على الصعيد الحكومي، حيث شهد تعديلاً وزارياً بإزاحة وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك الدكتور عاطف نداف، وتكليف محافظ حمص طلال البرازي ليحل مكانه، وبعد فترة أعفي رئيس مجلس الوزراء المهندس عماد خميس من منصبه لأسباب ما تزال غير واضحة، وتم تكليف وزير الموارد المائية المهندس حسين عرنوس برئاسة الحكومة إلى جانب منصبه كوزير.

وقد أثارت إقالة رئيس الحكومة بهذه الطريقة تكهنات كثيرة ونُسجت بعدها حكايات وروايات، فهذا يقول بأنه أقيل بسبب حالات فساد، وذلك يقول بأنه يخضع لتحقيقات على أعلى المستويات، وآخر يقول إنه في سجن المزة، وغيره يؤكد بأنه صار في سجن عدرا، فيما أشار بعض معارفه إلى أنه في منزله.

وما زاد من هذه الأقاويل أن انتخابات مجلس الشعب ستحصل في غضون أشهرٍ قليلة، والحكومة تعتبر مستقيلة دستورياً، وتدخل في مرحلة تسيير الأعمال تمهيداً لتشكيل حكومة جديدة عند كل انتخابات لمجلس الشعب، أو لرئيس الجمهورية، ومع هذا أعفاه السيد رئيس الجمهورية قبل انقضاء تلك الأشهر القليلة.

غير أن المفاجأة التي جرت يوم الانتخابات في 19 حزيران 2020م هي ظهور عماد خميس مبتسماً في مركز وزارة الإعلام الانتخابي وهو يمارس حق الانتخاب، فازداد الغموض غموضاً .. ولا يزال.

حكومة جديدة

جرت الانتخابات النيابية على وجه جيد دون إشكالات تُذكر، وقام السيد الرئيس بشار الأسد بعدها بتكليف رئيس الحكومة المكلّف المهندس حسين عرنوس بتشكيل الحكومة الجديدة، والتي اعتبرها الشارع السوري بشكلٍ عام أنها بالغت إلى حدٍّ كبير في بيانها الوزاري الذي طرحته أمام مجلس الشعب، وكان فضفاضاً إلى حد كبير وعصي عن التنفيذ، حيث تضمن خططاً وتطلعات تحتاج لتنفيذها إلى سنوات طويلة، في حين أن هذه الحكومة لن يزيد عمرها عن السنة في أبعد تقدير، فمن المفترض – دستورياً – أن تجري في حزيران 2021 القادم انتخابات رئيس الجمهورية، ما يعني – دستورياً أيضاً – استقالة الحكومة وتشكيل حكومة جديدة، فماذا ستنفذ لتنفذ من البيان وسط أزمات متفاقمة، وحالة عصيبة من الحرب والحصار ..؟!

مقتطفات من البيان الوزاري

تضمن البيان الكثير الكثير من التفاصيل والقضايا التي لا يمكن تنفيذها فعلاً خلال تلك الفترة الوجيزة لعمر هذه الحكومة، حيث أوضحت أنها ستعمل – مثلاً – في مجال الحماية الاجتماعية :

• بناء نظام رعاية اجتماعية شامل، بما يعزز مفهوم التضامن والتكافل الاجتماعي، ويرتكز على إرساء سوق عمل فعال، والحد من البطالة والمرض والإعاقة ومخاطر الشيخوخة.

• بناء حاضنة آمنة لحماية ونماء الأطفال، لتنمية قدراتهم العقلية والنفسية والاجتماعية والجسدية ونموهم الفكري والثقافي والأخلاقي.

• تطوير البيئة الناظمة للحماية الاجتماعية.

• تطوير البيئة الناظمة لعمل المنظمات غير الحكومية، وتحقيق التكامل فيما بينها.

• تعزيز شبكات الأمان الاجتماعي، وبرامج المعونات النقدية وغير النقدية.

• تخفيض معدل البطالة وزيادة فرص العمل في القطاع الخاص والمشترك، وتعزيز مسؤوليته الاجتماعية.

وفي الحقيقة مثل هذه التطويرات والتعزيزات والتخفيضات تحتاج إلى سنوات وربما عقود، وليس إلى عدة أشهرٍ قليلة ذهب نصفها اليوم ولم نر شيئاً من هذا الكلام كله.

وتعهد البيان أيضاً بأن تعمل الحكومة على :

• الاستمرار بدعم أسر الشهداء والجرحى لتمكينهم من تأمين مصدر دخل دائم، وتوسيع حزمة الخدمات الصحية والاجتماعية والتعليمية المجانية لهم.

• إدماج الفئات الأكثر تأثراً بالحرب ومحاولة تخفيف آثارها عليهم ودمج العائدين للوطن سواء في إطار المصالحات الوطنية أو غيرها بما يساعد في أدائهم لدورهم كمواطنين.

وفي مجال الصحة والسكان

• النهوض بالخدمات الصحية والوقائية والعلاجية، وتأمين احتياجات القطاع الصحي من العلاجات الآمنة والفعّالة، والتجهيزات والمستلزمات الطبية والمخبرية الحديثة.

• الاستمرار في حشد الموارد اللازمة للتصدي الناجع لجائحة كوفيد-19، من خلال توفير التجهيزات والمستلزمات والأدوية ووسائل الوقاية، وبناء قدرات الكادر الطبي والصحي.

• مكافحة الأمراض السارية والمزمنة، والحد من انتشار الأمراض الوبائية، وتتبع الواقع الصحي والبيئي والتغذوي.

• تطوير نظم الإحصاءات الصحية والصحة الإلكترونية.

• تطوير منظومة الإسعاف والطوارئ.

• زيادة نسب إعادة تأهيل البنى التحتية الصحية، بما يتوافق مع أولويات المنظور الصحي، مع مراعاة التركز السكاني ومعدلات المراضة.

• رفع كفاءة منظومة التأمين الصحي وتوسيع خدماتها.

• تشجيع التصنيع الدوائي، وتعزيز الصادرات الدوائية بعد تأمين الاحتياجات المحلية.

في مجال التربية والتعليم

• توفير الدعم للجميع وتشجيع التوجه نحو التعليم المهني والزراعي والسياحي والتجاري لتخريج الكفاءات اللازمة للإسهام في التنمية الاقتصادية.

• تأهيل المدارس المتضررة في المناطق الآمنة وفق الأولويات والإمكانيات والتوزع الجغرافي.

• الاستمرار في تحديث نماذج البناء المدرسي والمجمعات الكبيرة، واستكمال تعويض الفاقد التعليمي للمنقطعين عن التعليم.

• تحسين مدخلات القبول الجامعي بما يضمن جودة التعليم، وربطه مع احتياجات سوق العمل.

• تطوير الخطط الدراسية والمناهج التعليمية وأنظمة الامتحانات، وتطوير وتحديث التجهيزات والأدوات التعليمية بما يتلاءم مع الأساليب التقنية الحديثة.

• تحفيز القطاع الخاص على التشاركية في البحث العلمي والتعليم التقاني، للمساهمة في أبحاث التطوير القطاعية والتطبيقية.

• إحداث أنماط جديدة من التعليم لرفع المستوى التعليمي كماً ونوعاً.

• تطوير نظام لضمان الجودة والاعتمادية للتعليم العالي وتحسين نوعيتها، والعمل على بناء القدرات البشرية وجذب الكفاءات الابتكارية والإبداعية للارتقاء بالعملية التعليمية والبحثية.

وفي الحقيقة طوال الأشهر الستة الماضية لم نرَ شيئاً من هذا كله، ما يعني أننا سننتظر تدفق التنفيذ في الأشهر الستة الباقية، ولكن في الحقيقة نعتقد أنه لا داعي لأي انتظار.

في مجال الثقافة والإعلام

• احتضان الإبداع، وتقديم الرعاية للمثقفين والمبدعين، ونشر نتاجهم الفكري والفني، وتعزيز دورهم في بناء الهوية الثقافية للمجتمع وترسيخ قيم الانتماء والمواطنة.

• متابعة العمل على استراتيجية مواجهة الفكر المتطرف، باعتباره أحد أسباب الإرهاب، وتطوير المنظومة الفكرية اللازمة لذلك.

• حماية وصون التراث المادي واللامادي.

• جعل الثقافة إحدى روافد الاقتصاد الوطني.

• تطوير أداء المؤسسات الثقافية، ورعاية المعارض والملتقيات الأدبية والفنية.

• دعم الإعلام الوطني عبر مده بالمعلومات والوثائق والحقائق والتصريحات والشفافية لتعزيز ثقة المواطن بدوره، باعتباره إعلام وطن ومواطن؛ وتفعيل التشاركية وتبادل المعلومات والحوار الفعال بين الأفراد والمؤسسات.

• تفعيل دور الإعلام الرقابي والاستقصائي، وتسهيل مهامه بهذا المجال وحماية الصحفيين الاستقصائيين أثناء وبعد عملهم.

• التزام الإعلام والإعلاميين بأخلاقيات ومبادئ المهنة أثناء عملهم.

• تقديم الدعم الكافي للنهوض بالإعلام التقليدي، ودعمه في مواجهة فوضى وسائل التواصل وتحقيق الموثوقية للمواطن عبر الخبر الصحيح والدقيق على شاشاته الوطنية.

( كلام جميل لا غبار عليه سوى أن الستة أشهر الباقية من عمر الحكومة لن تكون كافية لتطبيق أي شيء من هذا كله.. !

في مجال التنمية الإدارية

• توفير الدعم المادي والبشري اللازم لتنفيذ محاور المشروع الوطني للإصلاح الإداري، والاستجابة المثلى لمتطلباته.

• تحديث بنية الوظيفة العامة، ومراجعة التشريعات ذات الصلة.

• إعادة هيكلة الرواتب والأجور للعاملين في الدولة، وربطها بنظام المراتب الوظيفية.

• تحسين جودة الموارد البشرية من خلال تطوير أساليب استقطاب الكفاءات ووضع نظام المراتب الوظيفية وتطوير وسائل التقييم، ورفع نسب الاعتمادات المخصصة للتأهيل والتدريب في القطاع العام.

• دراسة الخدمات الحكومية في مجال التنمية البشرية، ووضع أولويات لتبسيط إجراءاتها.

وهذا أمر جيد ولكن هل يمكن أن نرى شيئاً من التنفيذ في الستة أشهر القادمة .. ؟!

في مجال البناء المؤسسي وتعزيز النزاهة

الاستمرار في:

• مراجعة وتطوير الصكوك التشريعية المتعلقة بالحقوق والحريات في الجمهورية العربية السورية.

• إصلاح المؤسسات المسؤولة عن مكافحة الفساد، عبر تطوير معايير الدخول إلى السلك القضائي والرقابي.

• رفع كفاءة الخدمات الحكومية وفاعليتها، وتوسيع تطبيق اللامركزية الإدارية.

• التعاون والتنسيق لاستكمال صدور قانون إقرار الذمة المالية الذي يهدف إلى ترسيخ مبادئ النزاهة والمساواة والشفافية المؤسساتية بما يحقق الوقاية من الفساد والحد من الكسب غير المشروع وحماية المال العام.

ولكن ما الذي يمكننا أن نراه على الأرض من مثل هذه الإصلاحات خلال الستة أشهرٍ الباقية من عمر هذه الحكومة ..؟!

في مجال اللامركزية الإدارية والتنمية المتوازنة

• تحقيق التنمية المتوازنة بين المناطق، لتقديم الدعم اللازم لها، وترميم البنى التحتية في مختلف المناطق وفقاً للأولويات والإمكانات المتاحة، وإعادة الخدمات الأساسية، وتمكين الوحدات الإدارية من ممارسة صلاحياتها لتطوير مناطقها اقتصادياً وعمرانياً وثقافياً وخدمياً وبيئياً عبر تفعيل قانون اللامركزية الإدارية.

( نعم .. اقتصادياً وثقافياً )

• تطوير البنى التحتية التي تشكل القاعدة الأساسية للنهوض بمختلف المشروعات الصناعية والسياحية والزراعية وفق الاحتياجات المحلية والوطنية.

( نعم .. المشروعات .. ولكن يبدو لا احتياجات ..! )

• تحسين كفاءة الوحدات الإدارية في وضع وتنفيذ الخطط التنموية المحلية، وتمكينها مالياً، عن طريق استكمال استصدار التشريعات التي تحقق ذلك؛ إضافة إلى تعزيز دور المجتمع المحلي في التنمية المحلية، وفق منظور جديد قائم على العمل التنموي التشاركي، في إطار إنفاق عام عادل ومتوازن على المستوى الجغرافي على صعيد الخدمات الاجتماعية والبنى التحتية.

( نعم عادل ومتوازن .. هذا شيء مهم )

• تحسين مقوّمات النمو الاقتصادي للأرياف، بهدف تخفيف الفقر وتحسين مستوى معيشة سكان الأرياف، وزيادة تمكينهم وتنميتهم اقتصادياً واجتماعياً.

( وفي الحقيقة صار الفقر خفيفاً جداً في الأرياف ..! )

وما إلى ذلك من القضايا الكثيرة المثيرة للملل والتثاؤب في الحقيقة أمام العجز الكبير في هذه المراحل الصعبة، وأمام استحالة التنفيذ في العمر الوجيز لهذه الحكومة.

نصف عمرها انقضى ولم تفعل شيئاً

لسنا مستغربين في حقيقة الأمر أنّ الحكومة لم تستطع أن تفعل شيئاً حتى الآن مما أوردته في البيان الفضفاض بل والخيالي والذي لم نذكر منه سوى مقتطفات قليلة، وقد انقضى اليوم نصف عمرها.

كان هذا الأمر متوقعاً فعلاً، وبالتالي من شبه المؤكد أنها لن تستطيع أن تفعل أي شيء آخر في الستة أشهر القادمة والمتبقية من عمرها، لاسيما وأنها أبدت عجزاً مستغرباً وغير مقنع في التصدّي الاسعافي لأزماتٍ ملحّة تداهم مواطنيها، ومن أكثر هذه الأزمات التي طفت على السطح كانت أزمة الخبز الخانقة التي صارت هماً يومياً عند الناس، وأزمة البنزين التي تروح وتأتي، والمازوت، والغاز، والنقل والمواصلات، وأزمة الانقطاعات الكهربائية غير المسبوقة والتقنين الجائر، وأزمة السكن والبطالة والفقر، أزمة الأسواق وارتفاع الأسعار، وانخفاض مستوى المعيشة.

كل هذه الأزمات وغيرها أيضاً سيطرت على المشهد السوري، وتفاقمت إلى مراحل خطيرة، دون أن تبدي الحكومة أي مبادرة حقيقية لحلها، باستثناء أزمة الخبز التي تحسن وضعها نوعاً ما في بعض المناطق، ولكن بعد أن ذاق الناس مصاعب وهموم وضياع الوقت والجهد الناجم عن الازدحام الشديد وطول الانتظار المستمر في مناطق أخرى، رغم أنها كانت قادرة على حل العديد منها أو – على الأقل – التخفيف منها غير أنها لم تفعل، فأزمة الخبز كان يمكن حلها بسرعة أكبر من خلال توزيع الخبز على الدكاكين والمولات لتخفيف الازدحام بل وإنهائه، وكان بإمكانها ليس فقط التأكيد على وزارة الكهرباء أن تتقيّد بعدالة التوزيع في برامج التقنين، بل أن تتابعها خطوة خطوة وتطمئن أنها قد التزمت بذلك، ولكنها لم تفعل، فتمادت وزارة الكهرباء بالجور في التقنين، وكان بإمكان الحكومة أيضاً وخلال هذه الفترة الوجيزة أن تُطلق العنان للمشاريع الصغيرة والمتوسطة لتوفر من خلالها مئات آلاف فرص العمل، وتنعش الاقتصاد، وتدير عجلة الإنتاج بقوة، ولكنها لم تفعل أيضاً، فعلى خجلٍ ووجل ناقشت هذا الأمر من قبيل رفع العتب، وأحالته إلى اللجنة الاقتصادية لدراسته وتفنيده ووضع محدداته و ... و .. فنام في أدراج اللجنة، ولا يزال إلى اليوم نائماً، ليسجل التاريخ بذلك لهذه الحكومة خيبتها وعجزها وتفويت هذه الفرصة لها، وبالتالي عدم نجاحها في إدارة شؤون البلاد والعباد.

صدمة وفاة المعلم

في السادس عشر من شهر تشرين الثاني عام 2020 م فُجِع السوريون فعلاً وتألموا كثيراً لرحيل وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم إلى جوار ربه، رحمه الله.

فالكثير من السوريين يرون به قامة وطنية عالية، وقد دافع عن سورية بقوة وشجاعة في العديد من المحافل الدولية والمؤتمرات، متميزاً ببرودة أعصابٍ مُحبّبة لفتت انتباه العالم.

وبعد انتهاء مراسم العزاء أصدر السيد الرئيس بشار الأسد مرسوماً بتعيين نائب وليد المعلم الدكتور فيصل المقداد وزيراً للخارجية والمغتربين، وترافق ذلك مع تعيين الدكتور بشار الجعفري نائباً لوزير الخارجية بمرسوم، في حين تم نقل السفير بسام الصباغ من سفارة الجمهورية العربية السورية في فيينا إلى الوفد الدائم في نيويورك واعتمد مندوباً دائماً للجمهورية العربية السورية لدى منظمة الأمم المتحدة في نيويورك، بدلاً من الجعفري بمرسوم أيضاً.

الراحل وليد المعلم منحه السيد الرئيس بشار الأسد وسام الاستحقاق السوري من الدرجة الممتازة في أربعين رحيله.

 

قانون قيصر

في السابع عشر من حزيران 2020 م دخل قانون قيصر حيز التنفيذ، وقد صار معروفاً بأنه قانون أمريكي يتناول جهاراً أبشع أنواع الإرهاب الاقتصادي ضد سورية وشعبها، فهو يشدد الحصار على بلادنا من مختلف الجوانب بهدف إخضاع سورية للإملاءات الأمريكية تحقيقاً وضماناً للمصالح الإسرائيلية تحت ذريعة ( حماية المدنيين في سورية ) 

غير أن محطة ( بي بي سي ) البريطانية قالت بوضوح بأن قانون قيصر يهدف إلى حرمان الرئيس السوري بشار الأسد من أي فرصة لتحويل النصر العسكري الذي حققه على الأرض إلى رأسمال سياسي، كما يهدف القانون إلى زيادة العزلة المالية والاقتصادية والسياسية التي يعاني منها الأسد ومحاصرة ومعاقبة حلفائه بغية إجباره على القبول بالحل السياسي للأزمة السورية ( كما يريدون هم ) على أساس قرار مجلس الأمن 2254.

وتشمل العقوبات كل الجهات الدولية والإقليمية التي تتعاون مع الحكومة السورية مما يحرمها من فرصة تجاوز هذه العقوبات عبر الالتفاف عليها وستطال أي نشاط اقتصادي بشكل تلقائي، وكذلك أي تعامل مع إيران وأي من الأطراف والجهات الإقليمية والدولية في حال فكرت في الاستثمار أو العمل في سوريا.

وتستهدف العقوبات الكيانات التي تعمل لصالح الحكومة السورية في أربعة قطاعات هي: النفط، والغاز الطبيعي، والطائرات، والبناء والهندسة، ويشمل ذلك الدعم المباشر وغير المباشر ( للنظام ) مثل دعم ( الميليشيات ) المدعومة من إيران وروسيا العاملة في سوريا.

ونوّهت / بي بي سي / إلى أنه كان للأزمة المالية والاضطرابات التي يعيشها لبنان منذ عدة أشهر والقيود التي فرضها لبنان على التحويلات وعمليات السحب بالدولار انعكاسات سلبية واسعة على الأوضاع الاقتصادية في سوريا، مشيرة إلى أن المصارف اللبنانية هي الوجهة المفضلة و ربما الوحيدة لرجال الأعمال والشركات في سوريا منذ فترة طويلة. وقدرت بعض الأوساط قيمة الودائع السورية الخاصة في المصارف اللبنانية بأكثر من 50 مليار دولار أمريكي من إجمالي 170 مليار دولار قيمة الودائع في المصارف اللبنانية.

متفرقات محلية

بتاريخ 18 / 1 / 2020 /أصدر السيد الرئيس بشار الأسد المرسوم التشريعي رقم / 3 / المتعلق بتشديد العقوبات على المتعاملين بغير الليرة السورية كوسيلة للمدفوعات، حيث عدّل بموجبه المادة الثانية من المرسوم التشريعي رقم 54 لعام 2013 لتصبح على النحو الآتي..

أ‌- كل من يخالف أحكام المادة الأولى يعاقب بالأشغال الشاقة المؤقتة لمدة لا تقل عن سبع سنوات والغرامة المالية بما يعادل مثلي قيمة المدفوعات أو المبلغ المتعامل به أو المسدد أو الخدمات أو السلع المعروضة.

ب‌-  تحكم المحكمة بمصادرة المدفوعات أو المبالغ المتعامل بها أو المعادن الثمينة لصالح مصرف سورية المركزي.

وعلى الفور تحركت وزارة الداخلية ودعت لعدم التعامل بغير الليرة كوسيلة للمدفوعات مؤكدة ملاحقة المتلاعبين بسعر صرفها، وتم وضع آلية تنفيذية للتطبيق، فيما أكدت الحكومة من جانب آخر أنّ هذا الأمر موجّه للمتلاعبين والمضاربين على الليرة ولا يستهدف قطاعات الأعمال والاستثمار والتجارة الخارجية والحالات المسموح لها قانوناً التداول بالقطع الأجنبي وبيّنت بأن جميع الإجراءات تهدف إلى تحصين العملة الوطنية ما ينعكس إيجاباً على الواقع الاقتصادي والوضع المعيشي للمواطنين.

وبالفعل قامت وزارة الداخلية بتوقيف وإلقاء القبض على عدد من الأشخاص الذين ضبطتهم أجهزتها يتعاملون بالدولار أو غيره من العملات الأجنبية، كما ضبطت بعض الشركات التي تتعامل بغير الليرة.

القرار رقم 5

بعد يومين أصدر رئيس مجلس الوزراء القرار رقم / 5 / تاريخ 20 / 1 / 2020 والذي ألزم الجهات العامة المعنيّة بسجلات ملكية العقارات والمركبات بأنواعها، والكتّاب بالعدل، عدم توثيق عقود البيع قبل وضع قيمتها أو جزء منها في الحساب المصرفي للمالك (البائع)، أو خَلَفه العام أو الخاص، أو مَن ينوب عنه قانوناً، اعتباراً من منتصف شباط.

وقد أثار هذا القرار فور صدوره، ضجّة في الشارع، حيث عدّه كثيرون زيادة في الإجراءات الروتينية من شأنها عرقلة عمليات البيع والشراء، وتوليد تداعيات سلبية أخرى.

سيريتل وراماك

وفي عام 2020 حصل ما لم يكن متوقعاً حيث تفاقمت مشكلة سيريتل وأصدر وزير المالية قراراً بالحجز الاحتياطي على الأموال المنقولة وغير المنقولة لرجل الأعمال رئيس مجلس إدارة الشركة رامي مخلوف على خلفية مطالبته بضرائب مستحقة، كما تم فسخ العقد بين شركة راماك التي تعود لرامي مخلوف أيضاً وبين المؤسسة العامة للمناطق الحرة، حيث كانت راماك تستثمر الأسواق الحرة التي في المطار وعلى بعض المنافذ الحدودية

وفي هذا العام أيضاً أعلنت الشركة السورية للاتصالات إيقاف عملية منح سرعة 512 كيلو بت/ثا للمشتركين الجدد أو التخفيض لهذه السرعة للمشتركين الحاليين لافتة إلى أن سرعة 1ميغا بت/ثا أصبحت أقل سرعة يبدأ عندها الاشتراك الجديد.

وأوضحت الشركة أنه نظراً لتزايد الطلب على السرعات العالية من مزود خدمة انترنت تراسل “اي دي اس ال” ولكون سرعة 512 كيلو بت/ثا لم تعد تلبي احتياجات مشتركيها لذلك تم إيقافها.

وأشارت الشركة إلى أن أجور تركيب بوابة الانترنت لخدمة “اي دي اس ال” ولمرة واحدة 4500 ليرة سورية.

وفي شهر شباط استقبل مطار حلب الدولي أول رحلة جوية قادمة من دمشق بعد انقطاعه لأكثر من ثماني سنوات، فيما سيّرت شركات نقل رحلاتها تدريجياً عبر طريق دمشق - حلب الدولي مختصرة الزمن والمسافة بعد تحرير مناطق واسعة في جنوب وغربي حلب.

كورونا تضع أثقالها في سورية

اتخذت الحكومة السورية منذ بدايات العام، ولاسيما ابتداءً من شهر شباط الكثير من الإجراءات الاحترازية للوقاية من فيروس كورونا، حيث لم تكن سورية قد سجلت أي حالة، وقد أكدت ذلك وزارة الصحة مراراً.

وبدأت أبرز الإجراءات في أواخر شهر شباط عندما تم إحداث نقطة طبية في مطار القامشلي الدولي للتقصي عن أي حالة إصابة بفيروس كورونا، ثم قامت شركة أجنحة الشام للطيران بتعليق رحلاتها الجوية إلى إيران تجنباً لانتقال الفيروس.

في بداية آذار ناقش مجلس الوزراء إجراءات وزارة الصحة الاحترازية والوقائية المتعلقة بفيروس كورونا وضرورة المتابعة اللحظية في جميع المنافذ الحدودية لفحص القادمين والتأكد من سلامتهم وفق معايير السلامة المعتمدة.

وأقر المجلس إجراءات استباقية للوقاية من الفيروس تتضمن تعليق دخول المجموعات السياحية بشكل مؤقت من الدول التي أعلنت وجود إصابات بين مواطنيها .

الصحة أكدت في تلك الأثناء أن لا إصابات بفيروس كورونا في سورية حتى اليوم والإجراءات الاحترازية مستمرة، فقد اتخذت إجراءات احترازية في الفنادق والمطاعم حيث طلبت وزارة السياحة من الفنادق والمطاعم في مختلف المحافظات اتخاذ مجموعة إجراءات احترازية للوقاية من الإصابة، وأصدرت الوزارة تعاميم شددت فيها على ضرورة ذلك، في حين أبلغت وزارة النقل المسافرين في السابع من آذار بتوقف الرحلات الجوية من وإلى الكويت لمدة أسبوع، وفي اليوم التالي علّقَ مجلس الوزراء الزيارات والرحلات مع دول الجوار (العراق والأردن) لمدة شهر والدول التي أعلنت حالة الوباء لمدة شهرين، وفي اليوم الذي تلاه أبلغت وزارة النقل المسافرين بتوقف الرحلات الجوية من وإلى الدوحة حتى إشعار آخر، وفي يوم 10 آذار تم تركيب ماسح ضوئي حراري في مطار دمشق لتسهيل قياس حرارة الجسم للكشف عن الإصابة بفيروس كورونا، غير أن وزارة الصحة في ذلك اليوم أكدت أيضاً أن لا إصابات في سورية.. ونتائج تحليل لحالة مشتبهة كانت موجودة بالعزل في المواساة سلبية.

في هذه الأثناء ازدادت الإجراءات المشدّدة على المعابر الحدودية وفي المرافئ، ورفعت وزارة الصحة من درجة جاهزيتها واستعداداتها الاحترازية، في حين حظّرت وزارة التجارة الداخلية تقديم النراجيل وخدماتها في المقاهي والمطاعم، بينما علّقت وزارة النقل الدوام في الثانويات والمعاهد البحرية وفي الأكاديمية البحرية السورية ومعاهد السكك الحديدية حتى 2 نيسان .

في هذه الأثناء أصدر المجلس العلمي الفقهي واتحاد علماء بلاد الشام فتوى بتعليق صلاة وخطبة الجمعة وصلوات الجماعة في المساجد لغاية 4 نيسان.

من جانب آخر بدأت عمليات تعقيم مكثفة في مختلف المحافظات لحافلات النقل الجماعي، وكذلك للسفن والمطارات.

من جهتها وزارة الثقافة أوقفت الدوام بالمعاهد التابعة لها والخاصة التي تشرف عليها، كما أوقفت وزارة الداخلية الزيارات في السجون لمدة شهر، والعمل في تسجيل واقعات الأحوال المدنية ومنح البطاقات الشخصية والعائلية لغاية الثاني من نيسان.

وفي 15 آذار أغلقت المدارس أبوابها لمدة تقارب 20 يوما حفاظا على سلامة الطلاب لتبدأ حملات التعقيم فيها والتوعية عبر وسائل الاعلام، غير أن هذا الاغلاق استمر إلى نهاية العام الدراسي، وصدر قرار باعتبار جميع طلاب الصفوف الانتقالية ناجحين.

وتكاثفت الإجراءات من كل حدبٍ وصوب رغم خلو سورية من الإصابات إلى أن كانت الصدمة الكبرى في 22 آذار، حيث أعلنت وزارة الصحة عن تسجيل أول إصابة بالفيروس لسيدة قادمة من خارج البلاد.

إجراءات جديدة بحجم الصدمة

في 22 آذار أغلقت وزارة الداخلية جميع المعابر أمام حركة القادمين من لبنان باستثناء سيارات الشحن، في حين قررت وزارة الاعلام تعليق صدور الصحف الورقية إلى إشعار آخر، ( ولا تزال معلقة ) ثم تقرر توقف وسائل النقل الجماعي العام والخاص داخل المحافظات، وبعدها توقفت وسائل النقل الجماعي العام والخاص بين المحافظات، ليقرر الفريق الحكومي المعني منع التجول من السادسة مساء وحتى السادسة صباحاً، وقد أوقفت وزارة الداخلية 153 شخصاً مخالفاً لقرار فرض حظر التجول، وبعد يومين أوقفت 345 شخصاً آخر مخالفاً لقرار فرض حظر التجوال

بعد ذلك صدر قرار بمنع التنقل بين مراكز المحافظات وجميع المناطق والأرياف في جميع الأوقات، ثم حظر التجول بين المحافظات

وبسبب هذه الإجراءات المشدّدة ولاسيما حظر التجول وما رافقه من إغلاقات لجميع المحال عدا محال بيع المواد الغذائية تعطلت المصالح والأنشطة، وساءت أحوال الكثيرين ولاسيما أولئك الذين يعتمدون على دخولاتهم اليومية ويعتاشون من خلالها، كعمال السياحة والمطاعم ولاسيما الشعبية منها وسائقي وسائط النقل، ومحال إصلاح السيارات والكثير من المهن الأخرى، فتقرر تشكيل لجان لإحصائهم والتعويض لهم عبر سيناريو تبنته وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل بالتعاون والتنسيق مع الاتحاد العام لنقابات العمال، وقد تم بالفعل منح بعض المتعطلين تعويضات مالية، ولكن كادت أن تحصل كارثة اجتماعية بسبب التأخير كثيراً في صرف التعويضات فضلاً عن الكارثة الاقتصادية التي صارت محدقة بسبب ذلك الإغلاق، فبدأت الحكومة تتراجع عن بعض الإجراءات تدريجياً، مع التأكيد الدائم على الاحتراز وأخذ أقصى درجات الحيطة والحذر، وبالمقابل راحت تزداد شيئاً فشيئاً الإصابات والوفيات وحالات الشفاء أيضاً ولكن بقي الوضع مقبولاً حتى الآن بالنسبة لغيرنا من الدول، فحتى لحظة إعداد هذه البانوراما في 2 / 1 / 2021 م أعلنت وزارة الصحة عن تسجيل 90 إصابة جديدة بفيروس كورونا في سورية وشفاء 65 حالة ووفاة 6 من الإصابات المسجلة بالفيروس.

وأوضحت الوزارة أن حصيلة الإصابات المسجلة في سورية بلغت حتى الآن 11616 شفيت منها 5485 حالة وتوفيت 723.

وسجلت أول إصابة بفيروس كورونا في سورية في الثاني والعشرين من آذار الماضي لشخص قادم من خارج البلاد في حين تم تسجيل أول حالة وفاة في التاسع والعشرين من الشهر ذاته.

حرائق الغابات

في غمرة هذه الارباكات التي فرضها وباء كورونا، اندلعت في التاسع من شهر تشرين الأول حرائق واسعة في ثلاث محافظات حمص واللاذقية وطرطوس في أوقات متزامنة أثارت الشكوك بأن تكون مفتعلة، حيث اندلعت في تلك المحافظات بأوقات متقاربة، في وقت تهبّ فيه رياح شرقية عاتية ساعدت النيران على الانتشار، فاحترقت مساحات واسعة من الغابات، ومساحات أخرى من كروم الزيتون والبرتقال والأشجار المثمرة الأخرى، في الوقت الذي حاصرت فيه النيران العديد من المنازل والسكان.

ففي اللاذقية وحدها احترقت مليون و340 شجرة حمضيات و3 ملايين و370 الف شجرة زيتون إضافة إلى مساحات واسعة من الغابات.

الاشتباه بأن تكون تلك النيران مفتعلة كان في مكانه، حيث ألقى الأمن الجنائي في اللاذقية القبض على / 39 / مجرماً اعترفوا أنهم هم فعلاً من قاموا بإشعال النيران بين الغابات لقاء مبالغ مالية تقاضوها من آخرين ..!!

منح مفرحة ومآسٍ محزنة

قبل نهاية العام حصلت متناقضات دراماتيكية غريبة، ففي الوقت الذي قرر فيه السيد رئيس الجمهورية معايدة شعبه بمنحة مالية لمرة واحدة لجميع العاملين في الدولة من مدنيين وعسكريين وذلك بمبلغ / 50 / ألف ليرة سورية، إضافة إلى / 40 / ألف ليرة للمتقاعدين، وكان السيد الرئيس – قبل ذلك بأشهرٍ قليلة – قد أصدر مرسوماً مشابهاً بتحديد منحة للمدنيين والعسكريين وللمتقاعدين وبمبلغ / 50 / ألف للعاملين، و / 40 ألف للمتقاعدين أيضاً.

بعد صدور المرسوم الثاني لم تكتمل الفرحة مع نبأ وفاة الفنان والمخرج السوري حاتم علي في القاهرة، وتم نقل جثمانه إلى دمشق ليوارى الثرى في مقبرة الباب الصغير، قبل ليلة رأس السنة بيوم وقعت كارثة حقيقية باستشهاد ثلاثين عسكرياً سورياً بهجوم إرهابي غادر على طريق دير الزور تدمر .. لأرواحهم المجد والسلام.

فأي عامٍ هو هذا العام ..؟!

لاشك بأن هناك الكثير من الأحداث والوقائع الأخرى التي حصلت في هذا العام غير أن هذه الأحداث التي ذكرناها في العام 2020 كان لها صبغة سلبية جداً نأمل أن يعوضها العام 2021 القادم للتو، بأحداث إيجابية وطيبة تنسينا ما حصل ولاسيما بشأن كورونا والحصار الجائر والحرائق الإجرامية، وواقعة الشهداء الثلاثين. 

 

 

 

 

 


شارك بالتعليق :

الاسم : 
التعليق:

طباعة هذا المقال طباعة هذا المقال طباعة هذا المقال أرسل إلى صديق

 
 

سورس_كود



islamic_bank_1


Baraka16




Orient 2022



Haram2020_2


معرض حلب


ChamWings_Banner


CBS_2018


الصفحة الرئيسية
ســياســة
مال و مصارف
صنع في سورية
أسواق
أعمال واستثمار
زراعـة
سيارات
سياحة
معارض
نفط و طاقة
سوريا والعالم
محليات
مجتمع و ثـقافة
آراء ودراسات
رياضة
خدمات
عملات
بورصات
الطقس