ما أكثر ما تريد هذه الحكومة تنفيذه ولكن هل تستطيع ؟  
سورية الجميلة RSS خدمة   Last Update:20/04/2024 | SYR: 08:39 | 20/04/2024
الأرشيف اتصل بنا التحرير
TopBanner_OGE

Sama_banner_#1_7-19


خلطات كامبو


شاي كامبو


IBTF_12-18



HiTeck


runnet20122



 استعراض المال ...
05/10/2020      



قبل حوالي عقدين من الزمن، ومع بدايات عملي في صحيفة تشرين، توجهت في صباح يوم شتوي بارد إلى منطقة الحريقة، وسط العاصمة، لمقابلة أحد أشهر تجار دمشق...
آنذاك كانت العلاقة بين وسائل الإعلام المحلية والوسط الاقتصادي الخاص يشوبها الحذر... وتفرضها الضرورة فقط.
وصلت في الموعد المتفق عليه، لأجد الرجل يهم للبدء بتناول فطوره الصباحي، والذي كان عبارة فقط عن صحن كرتون مليء باللبنة المزينة بالنعنع اليابس والزيت مع رغيف خبز لا يزال ساخناً.
استحوذ المشهد على مخيلتي طيلة اللقاء، وبدأت أطرح بيني وبين نفسي عشرات الأسئلة بلا إجابة...
هل هذا فعلاً هو فطور شخص من أشهر تجار دمشق؟ "ربما يكون بخيلاً" قلت في نفسي... لكن على نفسه أيضاً؟
لاحقاً عرفت أن خلفية تلك الحادثة أعمق من مجرد الأسئلة التي راودتني، فالتاجر الذي قابلته ورث مهنته أباً عن جد، ويده ممدودة للخير، ومساعدة الجمعيات الخيرية والأسر المحتاجة أكثر من أي تاجر آخر...
نعم... لا يحب أبناء الطبقة البرجوازية التقليدية مظاهر الاستعراض المالي والبذخ، وسنوات ما قبل الحرب تشهد على ذلك...
فهؤلاء لم يبنوا قصوراً وفللاً مترامية الأطراف...
ولم يتباروا في شراء أحدث موديلات السيارات الغربية...
ولم يقيموا حفلات ماجنة وباذخة بمناسبة وبلا مناسبة...
كان جلّ همهم توسيع أعمالهم، المحافظة على سمعتهم التي ورثوها، والنهوض بمسؤولياتهم الاجتماعية بعيداً عن الإعلام والتصفيق...
لا أقول إنهم جميعاً كانوا من فئة المواطنين الصالحين، لكنهم على الأقل لم يكونوا في تصرفاتهم وسلوكهم كالأثرياء الجدد، الذين يظهرون فجأة في كل مرحلة، ويتفننون في البذخ واستعراض ثرواتهم.... تماماً كما هو حال أثرياء الحرب وتجارها اليوم، الذين وعوضاً عن حرصهم على طلب "السترة" لفضائحهم في نهب مال الدولة والمواطن، يمعنون في استعراضهم المالي، فتراهم يغدقون الصرف على شراء العقارات والسيارات والذهب وإقامة أو حضور الحفلات....إلخ.
وهذه أوجه إنفاق لها سلبياتها الكثيرة على النشاط الإنتاجي، سعر الصرف، زيادة الخلل الاجتماعي، وإشاعة سلوكيات وثقافات استهلاكية ليست البلاد بحاجتها في هذه المرحلة... وتالياً فالبذخ والإنفاق الاستهلاكي الشديد ليسا دوماً حرية شخصية.... فكيف إذا كان المال منهوباً من ثروات البلاد وجيوب المواطنين؟
بكلمات موجزة....
عندما يكثر الاستعراض المالي في مرحلة ما، علينا أن نعرف أن حجم المال المنهوب بات كبيراً، إذ ليس هناك مال يُجمع بالعمل الشريف وتحت سقف القانون، ويُهدر بهذا الشكل الذي نسمعه ونقرؤه اليوم...!
زياد غصن - المشهد


شارك بالتعليق :

الاسم : 
التعليق:

طباعة هذا المقال طباعة هذا المقال طباعة هذا المقال أرسل إلى صديق

 
 

سورس_كود



islamic_bank_1


Baraka16




Orient 2022



Haram2020_2


معرض حلب


ChamWings_Banner


CBS_2018


الصفحة الرئيسية
ســياســة
مال و مصارف
صنع في سورية
أسواق
أعمال واستثمار
زراعـة
سيارات
سياحة
معارض
نفط و طاقة
سوريا والعالم
محليات
مجتمع و ثـقافة
آراء ودراسات
رياضة
خدمات
عملات
بورصات
الطقس