سورية الجميلة RSS خدمة   Last Update:17/08/2025 | SYR: 02:06 | 17/08/2025
الأرشيف اتصل بنا التحرير
TopBanner_OGE

 المرض في سوريا أرحم من أسعار الأدوية ؟
17/08/2025      



سيرياستيبس :

فاتورة أدوية حساسية لطفلة رضيع تصل إلى 200 ألف ليرة سورية، حسب ما قاله المواطن محسن عمار لـ"العربي الجديد"، مشيراً إلى أن مرض أي فرد من العائلة يجعله في مديونية لأشهر قادمة، لا سيما في هذه الظروف الاقتصادية الخانقة وخسارته لوظيفته في القطاع العام. وأوضح أنه في أحيان كثيرة يضطر للشراء بالأجل من الصيدلية للحصول على دواء لعائلته. أما لمن يعاني من أمراض مزمنة فحكايته أشد إيلاماً لأنه يحتاج مصروفاً شهرياً لدوائه فقط، فما بالك بالمصاريف الأخرى؟ علماً أنه بسبب ارتفاع أسعار الأدوية في سورية هناك الكثير من المرضى غير قادرين على شراء الأدوية اللازمة لهم، مما يضطرهم إلى تقليل الجرعات، الأمر الذي يؤدي إلى حدوث مشاكل صحية أخرى، حسب المواطن السوري.

دينا محمد تحدثت لـ"العربي الجديد" عن قصة مرضها بداء السكري ومعاناة علاجها قائلة: أحتاج أدوية سكري عيار 6000 ملغ يوميّاً، أما عندما يرتفع عندي السكري إلى أكثر من 400 فأضطر لإبرة أنسولين وسعرها 80 ألف ليرة، كما أتكلف خافضات سكر (حبوب وفيتامين ) بمبلغ 240 ألف ليرة شهرياً عدا جرعة الأنسولين التي آخذها عند الضرورة (الدولار = 10600 ليرة). بينما الستينية هند دلّا تعاني من مرض القلب، وذلك بعد خضوعها لعملية قلب مفتوح، تقول لـ"العربي الجديد" إن راتبها التقاعدي المتواضع لا يكفي ثمن أدويتها، وهناك كذلك بعض التحاليل التي تجريها بين فترة وأخرى ما يزيد من أعبائها. بدوره أكد الصيدلاني عامر هارون، لـ"العربي الجديد" أنّ الدواء الوطني مسعّر على سعر صرف 8900 ليرة، وهي آخر تسعيرة كانت في شهر أغسطس/ آب 2023 حينها ارتفع سعر الدواء 400%، عندها سمحت وزارة الصحة السورية للشركات الدوائية بتصدير 20% من منتجاتها.

ولفت إلى أن الدواء السوري هو الأرخص في كل دول العالم، لكن المشكلة تكمن بدخل المواطن المنخفض وليس بغلاء الدواء، علماً أن الزيادة الأخيرة للرواتب بنسبة 200% حسّنت الدخل بشكل بسيط، لكن هناك نسبة كبيرة من السوريين غير موظفين ويعتمدون في معيشتهم على العمل اليومي، موضحاً أن بعض المرضى يضطرون للشراء بالأجل من الصيدلية بسبب عدم قدرتهم على دفع ثمن أدويتهم. وأوضح هارون أن كل السلع والمواد تسعر على حسب ارتفاع وانخفاض سعر الصرف باستثناء الدواء بقي ثابتاً على سعر الصرف القديم، مؤكداً أن سعر الأدوية المستوردة انخفض نتيجة انخفاض سعر الصرف، بينما سعر الدواء المحلي لا ينخفص إلا بانخفاض سعر الصرف إلى ما دون 8500 كما كان عليه في آخر تسعيرة، مؤكداً أن الصيدلاني ليس له أي دور بارتفاع الأسعار، وأرباحه محددة تتراوح بين 18 و20%.

من جهته، أوضح معاون وزير الصحة للشؤون الصيدلانية، عبدو محلي،   أن سورية من الدول التي يعد فيها الدواء من أرخص دول العالم وذات فعالية جيدة جداً، لكن لا تستطيع الشركات تخفيضه أكثر من هذا القدر في حال أرادت الحفاظ على جودة الدواء في الحدود المقبولة. وأشار إلى أنه لا يمكن مقارنة الدواء بأي سلعة أخرى مثل السيارات التي انخفض سعرها بسبب فتح باب الاستيراد، أما معظم الأدوية فلا يتم استيرادها بسبب وجود اكتفاء ذاتي، موضحاً أن الأدوية حافظت على سعرها الذي هو بالأساس سعر منخفض مقارنة مع الدول المجاورة كالأردن مثلاً.

 

وأوضح محلي أن رفع العقوبات الأميركية والأوروبية عن سورية سيكون له تأثير كبير بحيث يمكن لسورية استيراد الأدوية النوعية التي نعاني من شح فيها منذ النظام السابق مثل الأدوية السرطانية والحيوية وكذلك اللقاحات، إضافة إلى إمكانية استيراد قطع التبديل والغيار للصيانة بالنسبة لمصانع الأدوية، مبيناً أنه في حال تأمين ذلك ستتمكن كثير من معامل وشركات الأدوية التي توقفت خلال فترة النظام السابق من إعادة تفعيلها وتنشيطها، والمساهمة في زيادة الأمن الدوائي في سورية. وأشار معاون وزير الصحة إلى أن الوزارة تراقب الأدوية التي يتم طرحها في السوق، وذلك وفقاً للوائح والقوانين الناظمة، لكن هناك نقص في الكوادر، وكذلك الكفاءات ونعمل حالياً على ردم الفجوة من أجل تعزيز الرقابة الدوائية على السوق السورية وأيضاً المطروحة في السوق المحلية.

 

وأجاب رداً على سؤال حول إمكانية توحيد سعر الدواء بالليرة السورية بأن هذا الأمر غير ممكن في الوقت الراهن، ربما كان الأفضل توحيد سعر الدواء بالدولار، وذلك نظراً للتقلبات التي تعانيها العملة المحلية في الوقت الحالي، مضيفاً أنهم يعملون على تصنيف المعامل الدوائية على عدة معايير، منها الحجم ونوعية الأدوية التي تنتجها هذه المعامل وأهميتها بالنسبة للأمن الدوائي. وبيّن أن سورية تنتج 91% من أدويتها وهي متوفرة في الأسواق المحلية، والباقي نستورده مثل أدوية السرطان، كاشفاً أن سورية بدأت بإنتاج بعض الأدوية السرطانية، إلا أن هناك أدوية نوعية أخرى لا بد من استيرادها. وأشار محلي إلى انتشار أدوية تركية في السوق السورية، لكنها ليست أرخص من الدواء المحلي، و تكاد تكون بنفس سعره، وسبب وجودها هو "انفتاح السوق على المناطق المحررة"، والتي كانت تعتمد بشكل كبير جداً على الأدوية التركية بسبب الحصار عليها

العربي الجديد



شارك بالتعليق :

الاسم : 
التعليق:

طباعة هذا المقال طباعة هذا المقال طباعة هذا المقال أرسل إلى صديق