سورية الجميلة RSS خدمة   Last Update:23/06/2025 | SYR: 20:58 | 23/06/2025
الأرشيف اتصل بنا التحرير
TopBanner_OGE

 كلفة الشحن البحري تصعد صاروخيا في الخليج
زيادة هائلة في أسعار التأمين ضد الأخطار على السفن والناقلات
23/06/2025      





أعمال الشحن من ميناء شنغهاي الصيني إلى ميناء جبل علي في دبي ارتفعت بمعدل شهري يتجاوز نسبة 55 في المئة 

سيرياستيبس :

أعلنت شركات التأمين على السفن والنقل البحري قبل أكثر من أسبوع زيادة رسوم التأمين على الشحن البحري بنسبة 20 في المئة إضافية، واستمرت كلفة التأمين في الارتفاع على مدى الأيام الـ10 الماضية.

يتوقع المحللون وشركات الاستشارات في مجال النقل البحري ارتفاعاً صاروخياً في كلفة الشحن عبر الخليج سواء لسفن الحاويات أو ناقلات النفط بعد القصف الأميركي للمواقع النووية الإيرانية. وكانت أسعار الشحن ارتفعت بقوة في الأيام الأخيرة مع بدء إسرائيل ضرب إيران والرد الصاروخي الإيراني على إسرائيل.

في اليوم التالي لبدء الهجمات الإسرائيلية على إيران في عطلة نهاية الأسبوع الماضية أعلنت كبرى شركات الشحن البحري عن توقف تعاقداتها الجديدة للنقل عبر الخليج بسبب أخطار الحرب. وفي مقابلة مع صحيفة "فايننشيال تايمز" السبت الماضي أعلن الرئيس التنفيذي لأكبر شركة مسجلة في البورصة لناقلات النفط في العالم "فرنت لاين" لارس بارستاد رفض الشركة أي تعاقدات جديدة للنقل عبر مضيق هرمز.

وأعلنت شركات التأمين على السفن والنقل البحري قبل أكثر من أسبوع زيادة رسوم التأمين على الشحن البحري بنسبة 20 في المئة إضافية، واستمرت كلفة التأمين في الارتفاع على مدى الأيام الـ10 الماضية.

كانت كلفة الشحن بسفن الحاويات ارتفعت بشدة بالفعل في الأيام الماضية، وقبل يومين ذكرت شركة "زينيتا" للاستشارات أن كل أعمال الشحن من ميناء شنغهاي الصيني إلى ميناء جبل علي في دبي ارتفعت بمعدل شهري يتجاوز نسبة 55 في المئة ليقترب سعر شحن الحاوية من 3 آلاف دولار.

زيادة كبيرة في الأسعار

في مذكرة للعملاء، كتب كبير المحللين في "زينيتا" بيتر ساند أن الصراع في الشرق الأوسط يزيد من الأخطار والكلفة لسفن شحن الحاويات عبر المحيطات، بخاصة تلك التي تمر من الخليج. وتتضمن الزيادة الكبيرة في الأسعار ارتفاع كلفة الإجراءات الأمنية وارتفاع أسعار الوقود إضافة إلى استهلاك كميات أكبر من الوقود لحاجة السفن إلى زيادة السرعة عند المرور في المناطق الخطرة، فضلاً عن ارتفاع أسعار التأمين.

كانت أكبر شركة للنقل البحري للحاويات "ميرسك" أعلنت قبل يومين تعليق رحلات سفنها إلى ميناء حيفا في إسرائيل الذي تديره "مجموعة أداني"، على رغم أن الميناء لم يصب بأضرار مهمة نتيجة القصف الإيراني لحيفا في الأيام الماضية.

وبحسب تقرير لشبكة "سي أن بي سي" الأميركية نهاية الأسبوع، رفعت شركات التأمين على السفن والناقلات أسعارها بصورة مضاعفة. طبقاً لبيانات وأرقام شركة التأمين البحري "مارش مإكليلان" زادت أسعار التأمين على السفن التي تعبر الخليج إلى نسبة 0.2 في المئة من قيمة حمولة السفينة بدلاً من نسبة 0.1 في المئة قبل بدء الصراع، وذكرت الشركة أيضاً أن علاوة التأمين ضد الأخطار للبحر الأحمر ارتفعت أيضاً.

 

أما الارتفاع الأكبر، بمعدل ثلاثة أضعاف تقريباً، فكان في أسعار التأمين على السفن التي وجهتها الموانئ الإسرائيلية، إذ وصل سعر التأمين على تلك السفن إلى نسبة 0.7 في المئة من قيمة حمولة السفينة، كل ذلك قبل القصف الأميركي للمنشآت النووية الإيرانية.

ويتوقع المحللون وخبراء الشحن البحري أن ترتفع الكلفة أكثر بعد الهجمات الأميركية ومخاوف احتمالات رد الفعل الإيراني، ومع أن غالب المعلقين يستبعد لجوء طهران إلى عرقلة الملاحة في الخليج أو عبر مضيق هرمز، إلا أن كلفة الأخطار الأمنية في تصاعد بالفعل.

عرقلة التجارة بسبب الكلفة

تخشى الأسواق من استمرار ارتفاع كلفة الشحن، سواء لسفن الحاويات أو ناقلات النفط، يمكن في حد ذاته أن يؤدي إلى عرقلة التجارة حتى إذا لم تغلق الممرات البحرية أو تزيد الأخطار العسكرية فيها، إذ إن استمرار ارتفاع أسعار الشحن البحري يزيد من كلفة التجارة عموماً، مما يجعل غالبها غير مجدٍ اقتصادياً للمنتج وعالية السعر للمستهلك، فضلاً عن تبعات ذلك من زيادة الضغوط التضخمية في الاقتصاد العالمي المتباطئ.

بحسب أرقام وبيانات شركة "كلاركسون ريسيرش" ارتفعت كلفة ناقلة النفط التي تحمل نحو مليوني برميل، من الخليج إلى الصين الأسبوع الماضي إلى 47 ألفاً و609 دولارات. بينما كانت كلفة تلك الناقلة قبل يومين من بدء الهجوم الإسرائيلي على إيران عند 19 ألفاً و998 دولاراً. وارتفعت كلفة ناقلة النفط الكبيرة (الطويلة المدى) من 21 ألف دولار قبل بدء الصراع إلى 51 ألفاً و879 دولاراً الأربعاء الماضي.

نقلت صحيفة "فايننشيال تايمز" عن مدير "كلاركسون ريسيرش" ستيفن غوردون قوله إن "أسعار الشحن البحري على الخطوط الملاحية من الشرق الأوسط ترتفع بصورة صاروخية في الأيام الأخيرة، حتى إن بعض شركات السفن لا تريد دخول المنطقة أو تطلب أسعاراً عالية جداً للإبحار فيها".

يمر عبر مضيق هرمز يومياً ما يصل إلى 21 مليون برميل يومياً من النفط والمشتقات من إيران والعراق والكويت والسعودية والإمارات تمثل أكثر من خمس الإنتاج العالمي من النفط، إضافة إلى نحو ثلث الغاز الطبيعي المسال في العالم، وما زال النفط والغاز ينساب عبر مضيق هرمز من الخليج من دون أي عوائق حتى الآن، سوى ارتفاع كلفة الشحن الهائلة.

اندبندنت عربية


شارك بالتعليق :

الاسم : 
التعليق:

طباعة هذا المقال طباعة هذا المقال طباعة هذا المقال أرسل إلى صديق