ما أكثر ما تريد هذه الحكومة تنفيذه ولكن هل تستطيع ؟  
سورية الجميلة RSS خدمة   Last Update:18/04/2024 | SYR: 22:06 | 19/04/2024
الأرشيف اتصل بنا التحرير
TopBanner_OGE

 في سوق الاحتكار والفساد.. لسنا الوحيدين لكننا الأميز
03/04/2020      


سنوات تسع مرت من عمر الحرب الإرهابية على سورية، ومنذ اليوم الأول لها وقع المواطن الفقير  ضحية الغلاء في اساسيات لقمة عيشه من خضار وفواكه ولحوم وسواها، إضافة إلى ويلات الحرب ومنعكساتها، فكان بين مطرقة الإرهاب وسندان “تجار الأزمات”.

“تجاز الأزمات” مصطلح أضيف إلى قاموس الحياة اليومية للمواطن السوري، وبات من أدبيات حديثه، فصار الكل يلعن “تجار الأزمات”، والكل يدعو لمحاسبتهم، والكل يعرفهم، من دون جدوى من حروب طواحين الهواء التي شنتها الحكومة عليهم، فتغولوا أكثر وأكثر  في الحياة اليومية لمجتمعنا السوري.

ركبوا صهوة الفساد حينا، واستخدموا الحصار الاقتصادي الخارجي، كحصان طروادة حينا آخر، واتخذوا من ارتفاع صرف الدولار ثوبا براقا لأفعالهم أحيانا كثيرة، حتى باتوا أسيادا يتحكمون بلقمة عيش الفقير، من دون خجل أو خوف.

صمد الفقير طويلا، وضغط على بطون خاوية مرات كثيرة، وتخلى عن كل ما يمكن اعتباره من كماليات العيش لديه، فخاصم بائعي اللحمة وصنع الكباب من العدس “كباب كذاب”، وجعل سدا بينه وبين محال الألبسة مقنعا نفسه بأن اسواق البالة ارقى من بيوتات الأزياء في باريس.

صمد لإيمانه بأن صحة الوطن وسيادته وكرامته هي الأبقى والأولى.

ومع انتصار سورية في كل حروبها على الأعداء والإرهاب، واقترابها من إعلان النصر النهائي، حل وباء كورونا علينا كما على سائر دول المعمورة، ناشرا معه الخوف والهلع، ولينتعش مع ذاك الفيروس، “تجار الأزمات” مجددا، مستغلين المواطن، والفقير تحديدا، في صحته وحياته، واستلوا سيوفهم مجددا لتسلط على رقاب العباد، وهذه المرة من دون حاجة لمبرر، فالخوف يلغي التفكير ولاحاجة للتبرير.

المبكي أن الشكوى من أفعال “تجار الأزمات” تخرج أحيانا من أروقة أصحاب القرار الحكومية، ويتم الحديث عنهم، كالحديث عن عقوبات أوروبا وأميركا على سورية، حتى يخال للمستمع ان هناك دولة في هذه المعمورة اسمها “تجار الأزمات” تقوم باستهداف الشعب السوري ومن المستحيل التصدي لها.

إن الواجب على أصحاب القرار، بدل الشكوى، إعلان الحرب على “تجار الأزمات” كتلك الحرب التي يشنها الجيش العربي السوري على الإرهاب، واتخاذ تدابير وقائية ورادعة ضدهم كالتي اتخذتها الحكومة لمواجهة فيروس كورونا، وإذا ما تعذر ذلك فنصيحتنا للسادة “تجار الأزمات” النظر بعين العطف والرحمة في لقمة عيش الفقراء حتى يبقوا على قيد الحياة قبل أن ينفجروا بوجوهكم، ليعاد استغلالهم لاحقا، فغياب الفقير عن الحياة يعني توقف تجارتكم حتى إن وجدتم أسواقا لها في أزمات قادمة!

منذر عيد

 


شارك بالتعليق :

الاسم : 
التعليق:

طباعة هذا المقال طباعة هذا المقال طباعة هذا المقال أرسل إلى صديق