سيرياستيبس :

أثار قرار وزارة التربية والتعليم باعتماد مذاكرتين وامتحان في الفصل الواحد جدلاً واسعاً على الساحة التربوية مابين مؤيد ورافض للقرار.

إذ اعتبر مدرسون أن قرار المذاكرة الثانية جاء متأخراً مما أربك الخطة الدرسية، وشكل عبئاً على إدارة المدرسة والمعلمين، إضافة إلى إرهاق التلاميذ والطلاب لاسيما أنه لا يوجد فاصل زمني كافي بين المذاكرتين.

تذمر مدرسين وأهالي

وبينت إحدى المدرسات أن مذاكرة واحدة تكفي وخاصة أن القرار كان ارتجالياً ومتأخراً في ظل وجود منهاج ضخم وكثيف مما أثر سلباً على الحصص الدرسية،إذ لم يعد الطالب قادراً على متابعة دروسه ووظائفه نتيجة انشغاله بالمذاكرات.

ولم يك أهالي الطلاب في منأى عن ما يحصل، إذ عبر أهالي عن تذمرهم من هكذا قرارات عشوائية ليست في المكان والزمان الصحيحين، مشيرين إلى الإرهاق والضغط الكبيرين على الطالب والأسرة معاً وذلك نتيجة الاستنفار الأسروي على مدار الساعة من أجل متابعة الأبناء والتحضير و “التسميع” و الدروس الخاصة في أغلب الأحيان، مما زاد الأعباء على الأسرة نفسياً ومادياً.

واعتبر خبراء تربويون أن الغاية الأساسية من تطوير المنهاج الانتقال من أسلوب الحفظ والتلقين إلى الأسلوب الإبداعي والتحليلي والتركيز على مهارات الطلاب وهذا يناقض فكرة تكريس المذاكرات والاعتماد على الحفظ من دون فهم، مستشهدين بالدول المتقدمة في هذا المجال وذلك بتطبيق المناهج المطورة بالتعليم واكتشاف المواهب وتعزيز شخصية الطالب من خلال إشراكه بالدرس وترك المجال للتحليل واستنتاج الأفكار ليكون هناك مساحة كافية لفهم ما يتعلم.

إرهاق وكلفة مادية

ويرى مدرسون في الحلقة الثانية “ثانوي” أن تطبيق المذاكرتين قد يكون مفيداً في مرحلة الحلقة الأولى كون التلميذ بحاجة لمتابعة وتركيز والحدث على الدراسة من أجل تسهيل الحفظ بشكل تدريجي، معتبرين أن اعتماد المذاكرتين في المرحلة الثانوية يشكل ضغطاً على المدرسين والطلاب بآن معاً، بسبب كثرة المواد في هذه المرحلة وتحتاج على وقت أطول للدارسة وانجاز ما هو مطلوب منهم.

ولم يغفل مديرو مدارس العبء الكبير على المدرسة نتيجة هذا القرار وخاصة أن هناك إرهاقاً وكلفة مادية لطباعة الأسئلة وانشغال المعلمين بالتصحيح ونقل الدرجات على دفتر العلامات، مطالبين بإبقاء قرار المذاكرة الواحدة قبل الامتحان مع الاختبارات الشفوية.

تحسين للدرجات

في حين اعتبر الخبير التربوي المدرس عمر أنيس أن وجود مذاكرتين يحث الطلبة على تحسين درجات في المذاكرة الثانية، علماً أن الطلاب المتفوقين ليس لديهم مانع و تخفف من ضغط الدراسة للامتحان، مشيراً إلى قرار المذاكرتين كان معمولاً به من أعوام السبعينات لغاية التسعينات ولكن بعد ذلك غيرت وزارة التربية القرار و أصبحت مذاكرة واحدة بالفصل الدراسي.

وأوضح أنيس أن التحصيل الدراسي تراكمي للمعارف و المهارات لكن الواقع معظم الطلاب يختزل المرحلة الثانوية “بالبكالوريا” تحت مسميات شعبية “العاشر داشر” و الحادي عشر غير مهم كون الطلاب يعتمدون على دورات التحضير للشهادة الثانوية.

ولم يخف “أنيس” أن أغلب هذا الجيل من تلاميذ وطلاب ينصب اهتمامهم بالألعاب الالكترونية ووسائط التواصل الاجتماعي وذلك على حساب التعليم واكتساب المعرفة.