
سيرياستيبس : يعكس الواقع الاقتصادي
والإنساني في سورية اليوم صورة واضحة للفقر المدقع وتبعاته المباشرة، حيث
تشير جميع تقارير الأمم المتحدة إلى تدهور غير مسبوق في مستويات المعيشة:
اعتباراً من عام 2024، يعيش 90% من السكان، أي نحو 20.7 مليون إنسان، تحت
خط الفقر. وتمثل هذه النسبة زيادة كارثية عن 33% قبل عام 2011. ويعيش جزء
كبير من السكان (نحو 15.8 مليون إنسان)، في فقر مدقع.
وفقاً لتقديرات الأمم المتحدة،
انكمش الناتج المحلي الإجمالي في سورية بشكل حاد، حيث انخفض إلى أقل من نصف
قيمته في عام 2010. ويبلغ نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي حالياً
25% فقط من مستواه في عام 2010. ويقدر إجمالي «الناتج المحلي الإجمالي
المفقود» من عام 2011 إلى عام 2024 بنحو 800 مليار دولار أمريكي (بأسعار
عام 2010)، وهو مبلغ يعادل 35 عاماً من الناتج المحلي الإجمالي للفرد
بالمستويات الحالية.
فقدت الليرة السورية نحو 99% من
قيمتها منذ عام 2011. وبلغ الحد الأدنى الشهري لتكاليف معيشة أسرة سورية
مكونة من خمسة أفراد خلال النصف الأول من العام الجاري نحو 9 ملايين ليرة
سورية شهرياً (نحو 818 دولار أمريكي)، بينما لا يزال الحد الأدنى الرسمي
للأجور ثابتاً عند 750 ألف ليرة سورية، أي ما يعادل نحو 68 دولاراً
أمريكياً شهرياً.
وصلت البطالة في صفوف الشباب
إلى نحو 60% بحلول عام 2022. وفُقدت أكثر من 3 ملايين وظيفة خلال السنوات
الخمس الأولى من انفجار الأزمة (2011-2016)، مع تقديرات بفقدان 500,000 إلى
600,000 وظيفة سنوياً خلال ذروة سنوات القتال العسكري. ولا تتمكن دخول
الأسر السورية حتى اليوم، من مواكبة ارتفاع الأسعار سواء من العمل أو
التحويلات الخارجية.
فوق ذلك، يواجه 89% من السكان
انعدام الأمن الغذائي، مع معاناة 60% من انعدام الأمن الغذائي الشديد.
ويعتمد 70% على الأقل من السوريين على المساعدات الإنسانية لتلبية
احتياجاتهم الأساسية. وبشكل عام، يقدر أن 16.7 مليون شخص (أي ثلاثة أرباع
السكان) بحاجة إلى مساعدة إنسانية. وعلى هذا النحو، ارتفعت حالات سوء
التغذية الحاد بين الأطفال السوريين بنسبة 48% بين عامي 2021 و2022. ويعاني
أكثر من 500,000 طفل دون سن الخامسة من سوء التغذية الذي يهدد حياتهم، مع
وجود مليونين آخرين على وشك أن يصبحوا مصابين بسوء التغذية.
أما الآثار السلبية القطاعية
طويلة الأمد فتعكس صورة أكثر شمولاً، حيث وُلد أكثر من 75% من أطفال سورية
البالغ عددهم 10.5 مليون طفل في ظل الحرب. وتلجأ العديد من الأسر إلى آليات
يائسة للتكيف، بما في ذلك عمالة الأطفال والزواج المبكر للفتيات الصغيرات.
ولا يزال أكثر من 40% من إجمالي نحو 20,000 مدرسة في البلاد مغلقاً، ما
يترك أكثر من 2.4 مليون طفل خارج الفصول الدراسية وأكثر من مليون طفل
معرضين لخطر التسرب. كما دُمر ثلث المراكز والعيادات الصحية بالكامل أو
جزئياً، وباتت نصف خدمات الإسعاف غير عاملة. ويفتقر أكثر من نصف السكان
(نحو 14 مليون سوري) إلى الوصول الكافي لخدمات المياه والصرف الصحي
والنظافة الأساسية. وتعرض أكثر من 50% من محطات معالجة المياه وشبكات الصرف
الصحي لأضرار أو أصبحت خارج الخدمة. وباتت القدرة التشغيلية لتوفير المياه
النظيفة في محافظات البلاد الأربع عشرة تقل عن 50%، وتنخفض إلى 23% عند
انقطاع الكهرباء.
|