سيرياستيبس معد عيسى يغيب الصوت النقابي غياباً كاملاً، بوقت تحضر فيه أهم معاناة لمنتسبي النقابات، ألا وهو إيقاف عقود العاملين في الدولة، وكذلك الاستحقاقات التقاعدية لشريحة واسعة خرجت إلى التقاعد بأسباب مختلفة. ما يحصل اليوم ناتج عن ممارسات نقابية سابقة، فشلت في أن تكون صوتاً فاعلاً للعاملين في تثبيت حقوقهم، وعلى العكس من ذلك عاشت على امتيازات جعلت من القيادات النقابية بعيدة كل البعد عن هموم ومشكلات العاملين. اليوم هناك ما يقارب المئة ألف متعاقد مهدد بإنهاء العقود، بعضهم أمضى أكثر من 20 عاماً، ولم يتم تثبيتهم نتيجة تعنت واستعلاء، وغطرسة، وازدراء الحكومات المتعاقبة، وضعف الصوت النقابي الغارق بامتيازات السفر الخارجي والمنتجعات والسيارات الفارهة. لم يكن هناك أحد ينتظر خطوة إنهاء العقود، بل كان الجميع ينتظر تثبيتها، مع ما تم التعاقد معهم بعد التحرير، كما كان الجميع ينتظر تسوية مالية للجميع، فلا يُعقل أن يكون هناك عدة مستويات للرواتب بالنسبة للوظائف المتماثلة، وإنما يحصل الفرق في التعويضات والحوافز. بالعودة إلى النقابات التي فشلت في الدفاع عن العمال وحقوقهم، فهذه النقابات تحولت إلى أذرع حكومية للضغط على العمال بدل قيادة حراك يمثل مصلحتهم، فالقيادات النقابية فرَّطت بالأملاك النقابية، واستثمرتها بشكل شخصي، وجمعت الأموال في خزائنها، بدل صناديق النقابات والاتحادات، والنتيجة واضحة في الرواتب التقاعدية لأعضائها التي تراوحت بحدودها القصوى بين 40 ألفاً #للصحفيين، و 300 ألف #للفنانين، و 500 ألف #للأطباء، و600 ألف #للمحامين.. فهل يعقل أن ما يحسم من راتبي اليوم لصندوق #تقاعد_الصحفيين هو 70 ألفاً، وإذا تقاعدت سأحصل على 25 ألفاً راتباً شهريا تقاعدياً وفقاً لعدد سنوات الخدمة!! ملف المتعاقدين يجب أن يُحسم بالتثبيت وليس بالإنهاء، والمتقاعدون برواتب جيدة، وتأمين صحي يضمن لهم التداوي والعلاج والحياة الكريمة.
#صحيفة_الثورة
|
طباعة هذا المقال
أرسل إلى صديق
.gif){kind=logo}