ما أكثر ما تريد هذه الحكومة تنفيذه ولكن هل تستطيع ؟  
سورية الجميلة RSS خدمة   Last Update:29/03/2024 | SYR: 12:16 | 29/03/2024
الأرشيف اتصل بنا التحرير
TopBanner_OGE

Sama_banner_#1_7-19


خلطات كامبو


شاي كامبو


IBTF_12-18



HiTeck


runnet20122



Baraka16

 صبر الناس .. من صبر الحكومة وإجراءاتها الفعالة لتشكيل جدار لصدّ الفيروس ؟
05/04/2020      



هل ساعدت الحرب على سورية في الوقاية والتصدي لفايروس كورونا ..؟

!إجراءات حكومية موفقة حتى الآن  .. نجحت في حجبِ الوباء .. والأمل باكتمال النجاح عند تعويض بلاء الأضرار ..؟

سيريا ستيبس – علي محمود جديد

ليس بعيداً عن العقل أنّ سورية استفادت من سنين الحرب الطويلة في التصدي لهذا الوباء المرعب الذي يمضي فايروس كورونا بنشره في مختلف اتجاهات الكون، وذلك لأن الشعب السوري لم يستغرب كثيراً الإجراءات الحكومية المتتالية التي تدرّج باتخاذها الفريق الحكومي المتخصص الذي تولّى متابعة ومواجهة هذا الفايروس القاتل والتصدي له من خلال عمليات وقائية واسعة النطاق، واستعدادٍ علاجي غير مسبوق إلى حدود الاستنفار الكامل، لأنه شعبٌ وجد نفسه في غمرة هذه الإجراءات بعد أن كان قد تعوّد كثيراً على الويلات وحالات القهر والحرمان وفراق الأحبّة .. والصبر عليها.

فهذا الفايروس بالعموم ليس أشد قساوة ولا وحشية ولا همجية من تلك الفايروسات البشرية الممتدّة ضدنا من أمريكا إلى العديد من الدول الغربية وغير الغربية، ولا سيما تلك العربية والتركية التي انقلبت إلى وحوش ضارية لم تشهدها الأرض من قبل، وصولاً إلى أدواتهم الإرهابية التي تغلغلت بيننا وهدّدت حياتنا وأمننا واستقرارنا، وأمعنوا فينا رعباً وحصاراً وتنكيلاً وتجويعاً وحرماناً وقهراً وقتلاً وذبحاً وتقطيعاً، فلن يستطيع فايروس كورونا أن يفعل هذا كله، ولذلك تبقى الإجراءات المتخذة كلها – على قساوتها – لا تساوي شيئاً أمام ما تعرّضنا له طوال تلك السنين.

فلم يبقَ بيت في سورية – على الأرجح – إلاّ وتعرض لنكبةٍ حقيقية فيه، أو في بيوت أحد الأقارب أو الأصدقاء أو الأحبّة، فاتّشحَ الشعب السوري بقهرٍ وعذابٍ لا مثيل له.

أذكر هنا ما حلَّ بي وبأسرتي وببيتي وبأحبة أعزاء وقتما داهمنا الإرهابيون في مدينة عدرا العمالية ونحن آمنين في بيوتنا، حيث أذاقونا مرارة رعبٍ كان يصعب على الخيال أن يتصوّره، وأذاقوا غيرنا الأسر والعذاب والقتل والذبح والحرق، فقد حشرونا جميعاً في ملاجئ وأقبية المدينة، وكان ممنوع علينا التجوّل خارج تلك الأقبية، والخروج من الملجأ إلى المنزل كان جريمة لا يستطيع قاضيهم استيعابها إلاّ بحكمٍ ميداني بالقتلِ أو بالأسرِ الذي يتبعه أبشع صنوف العذاب وحفر الأنفاق، ومع هذا منعوا عنّا الطعام والشراب والوقود، ونهبوا المخازن والمحال التجارية وعطلوا فرن الخبز، وقطعوا الكهرباء والاتصالات فصرنا كقشةٍ في مهبِّ رياحهم، وهذا كله كان من أجل لا شيء ..!

ولذلك أتحدث عن نفسي الآن لأقول بأنني أشعر اليوم مع هذه الإجراءات الحكومية من منع التجول الجزئي إلى منع التنقل بين المحافظات والمدن والأرياف، وتعطيل المدارس والجامعات ومختلف النشاطات المجتمعية، وإغلاق الأسواق، بأنني بمنتهى الرفاهية، فالدولة هنا تتخذ هذه الإجراءات من أجل سلامتنا وصحتنا ووقاية مجتمعنا من خطرٍ ربما يُداهمنا، وليس مطلوب منّا إلا الجلوس في بيوتنا معزّزين مكرّمين، وهي تسعى جاهدة لتأمين كل متطلباتنا الحياتية من الخبز والمواد الغذائية، ومختلف الخدمات الضرورية، فها نحن جالسون في منازلنا براحتنا آمنين مطمئنين، وليس لنا أن نفعل شيئاً سوى النظافة ثم النظافة.

هذا كله كان من أجل سلامتنا وسلامة الوطن كله، وفي الواقع فقد بات من الواضح أن تلك الإجراءات الحكومية قد أتت أكلها، على الرغم من تسجيل الإصابات الثلاث اليوم، ليرتفع عدد المصابين إلى / 19 / توفي اثنان .. وتعافى اثنان آخران ليستقر عدد الخاضعين للعلاج عند / 15 / إصابة، فقد استطاعت تلك الإجراءات أن تُشكّل طوقاً وقائياً ممتازاً، حيث تضافرت خطة إصدارها وتنفيذها مع ما تعوّدناه من صبرٍ جميل، تراكم في أعماقنا منذ نحو عشر سنوات بلا توقف.

هذا الواقع القائم في حقيقة الأمر لا يقلل من أهمية ما يقوم به الفريق الحكومي الذي يقوده ببراعة السيد رئيس مجلس الوزراء المهندس عماد خميس، إذ كان التعاطي مع الحدث يمتاز بقدر كبير من العناية والمسؤولية.. والحرص الشديد على سلامة الوطن وأهله .. وبكثير من الصبر أيضا.. فهذه الحرب المجنونة الجائرة التي تشن على سورية لم تعلمنا وحدنا الصبر، وإنما تمرست عليه الحكومة أيضا بتحمل ارتدادات وآثار الحرب وما نجم عنها من دمار وخراب وحصار، يقتضي بذل المزيد من الجهود والمال لاستعادة الحياة الى المناطق المحررة، وابتكار الأساليب التي بدت كخيالاتٍ هوليودية – إن صحّ التعبير – من أجل الالتفاف على الحصار لتأمين مستلزمات الشعب، ولا سيما من الأدوية والمواد الغذائية والمشتقات النفطية، فضلاً عن أعباء الحرب والسلاح وما إلى ذلك ... وأمام ذلك الصبر الخفي تارةً، والمُعلنِ تارة أخرى، تمكنت الحكومة فعلاً من تغطية احتياجات المواطنين بإشباع السوق إلى حد كبير.

صحيحٌ أن الأسعار ارتفعت .. بل واشتعلت .. واقتنص الفاسدون الكثير من الفرص منتهزين حالة انشغال الدولة بالحرب والحصار، ولكن بالنهاية بقيت أسواقنا عامرة بمروحة واسعة من الاحتياجات وأكثر.

هكذا تلاقى صبر الناس مع صبر الحكومة لينجدل هذا الواقع الذي لا يزال مطمئناً، ففي غمرة انتشار هذا الوباء في أربعة أركان الأرض ما تزال سورية تُسجل تطويقاً قوياً يعاند هذا الفايروس الذي يبقى ضعيفاً أمام بلائنا بفيروساتنا الوحشية التي نوشك على دحرها والانتصار عليها .. ونسأل الله أن يُتمم بخير .. ويحمي بلاد الشمس الرائعة .. سورية.

أخيــــــــراً

الحكومة بدأت تتحدث اليوم عن السبل التي ستنتهجها من أجل دعم المتضررين من إجراءاتها .. وهي إن نجحت في ذلك فتكون قد سجلت سبقاً مميزاً .. بل وضخماً في حياتها التنفيذية لن ينساه لها التاريخ.


شارك بالتعليق :

الاسم : 
التعليق:

طباعة هذا المقال طباعة هذا المقال طباعة هذا المقال أرسل إلى صديق

 
 

سورس_كود



islamic_bank_1


Baraka16




Orient 2022



Haram2020_2


معرض حلب


ChamWings_Banner


CBS_2018


الصفحة الرئيسية
ســياســة
مال و مصارف
صنع في سورية
أسواق
أعمال واستثمار
زراعـة
سيارات
سياحة
معارض
نفط و طاقة
سوريا والعالم
محليات
مجتمع و ثـقافة
آراء ودراسات
رياضة
خدمات
عملات
بورصات
الطقس