سيرياستيبس :

أعلن الصندوق الاستثماري الأول للتداول بالأسهم في سورية عن تأسيس أول صندوق من نوعه يهدف إلى تنظيم دخول الأفراد والمؤسسات إلى سوق الأسهم، وتعزيز فرص الاستثمار في الشركات المساهمة. ويأتي ذلك في وقت يشهد فيه السوق السوري نشاطاً متزايداً، إذ يضم حالياً 27 شركة مدرجة ببورصة دمشق مع توقعات بازدياد هذا العدد خلال الفترة المقبلة، ما يجعل الاستثمار في هذا القطاع واعداً وقابلاً للنمو.

وفي هذا السياق، أكد مدير الصندوق الاستثماري الجديد، سميح القباني، أن فكرة الصندوق تأتي تضامناً مع الاقتصاد السوري في ظل التغيرات الكبيرة التي يشهدها، مشيراً إلى أن الأوعية الاستثمارية كانت مقتصرة سابقاً على الدولة أو المؤسسات المرتبطة بها، بينما كان القطاع الخاص يعمل بشكل فردي أو من خلال مشاريع صغيرة.

وقال القباني إن تأسيس الصندوق يهدف إلى العمل داخل الأسواق المالية السورية لما شهدته من مكاسب خلال الفترة الماضية، متوقعاً أن تطور الفرص مع الشركاء وتشجع على تأسيس كتلة مالية، وتشغيل الشباب، وتحريك الاقتصاد، وتخفيف البطالة.

وأضاف أن الانطلاقة المبدئية للصندوق ستكون برأسمال قدره مليار ليرة سورية، على أن يرتفع قريباً إلى 10 مليارات ليرة سورية في مرحلة أولى للتوسع (الدولار = نحو 10900 ليرة)، مشيراً إلى أن الصندوق سيتعامل مع الشركات المدرجة وغير المدرجة في أسواق الأوراق المالية، على أن تكون جميع الشركات المتوافقة مع معايير الشريعة الإسلامية ضمن دائرة العمل. وأكد أن هناك بعض الصعوبات القانونية يمكن تجاوزها خلال الفترة القادمة.

ويتيح الصندوق للمستثمرين شراء حصص في الشركات المساهمة وتنويع استثماراتهم عبر قطاعات متعددة بهدف تحقيق عوائد مستدامة للمساهمين وتنظيم رؤوس الأموال ضمن إطار مؤسسي. وقد تم تحديد رأس مال الصندوق حالياً بمليار ليرة سورية موزعاً على 50 حصة بقيمة 20 مليون ليرة لكل حصة، مع السماح لكل مساهم بالاكتتاب بثلاث حصص حدا أقصى، على ألا تتجاوز حصته 5% من إجمالي رأس المال في المرحلة التمهيدية.

ويشرف على إدارة الصندوق مدير تنفيذي مختص إلى جانب فريق من الخبراء الاقتصاديين والإداريين، مع الالتزام بأحكام الشريعة الإسلامية ومعايير الشفافية، وإصدار تقارير دورية عن الأداء المالي والإداري ونشر نتائج الأعمال بانتظام للجمهور. ويحصل المساهمون على حصصهم من الأرباح المحققة، في حين يتحملون المخاطر الاستثمارية المرتبطة بالأسهم، بينما لن يحصل المؤسسون على أي أرباح خلال المرحلة التمهيدية.

ويشكل إطلاق هذا الصندوق خطوة نحو فتح أبواب سوق الأسهم أمام شريحة واسعة من السوريين، وتنشيط الاقتصاد المحلي، وبناء سوق مالي أكثر استقراراً وشفافية، حسب مراقبين. وتترقب سورية انتعاشاً في حجم الاستثمارات بمختلف المجالات، وأعلن رئيس هيئة الاستثمار السورية طلال الهلالي في تصريحات مؤخراً، عن 12 مشروعاً استثمارياً بقيمة إجمالية تبلغ 14 مليار دولار. وقال الهلالي إن من أبرز هذه المشاريع مطار دمشق الدولي باستثمار يبلغ أربعة مليارات دولار، ومترو دمشق باستثمار ملياري دولار