سورية الجميلة RSS خدمة   Last Update:11/10/2025 | SYR: 05:59 | 12/10/2025
الأرشيف اتصل بنا التحرير
TopBanner_OGE

 بيدرسون يحذر من تحول سوريا إلى ليبيا ثانية
11/10/2025      



سيرياستيبس :


حذر المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا غير بيدرسون من تحول سوريا إلى ليبيا ثانية في حال لم تقم الحكومة الجديدة بقيادة أحمد الشرع بما سماه "تصحيح المسار"، مشيراً إلى أن الدولة على "شفا سكين" في ظل الصراعات الطائفية والوتيرة البطيئة للإصلاح التي تهدد المرحلة الانتقالية الهشة في البلاد بعد سقوط نظام بشار الأسد.

ولفت بيدرسون، في حديث إلى صحيفة "فايننشال تايمز"، إلى أن الصراعات الطائفية وتعثر الحكومة في تنفيذ الإصلاحات الأمنية والقضائية خلقا توتراً طائفياً في سوريا، وقلصا "تأثير النوايا الحسنة" للرئيس السوري وفق تعبيره، مشيراً إلى أن الجميع يتفهم بأن المرحلة الانتقالية تحتاج إلى وقت ولكن يجب على أحمد الشرع "تصحيح المسار".

يقول بيدرسون إن سوريا يمكن أن تتحول إلى ليبيا ثانية في أسوأ الاحتمالات، في إشارة إلى أن الدولة الأفريقية تحولت إلى قطاعات ومناطق مقسمة بين المجموعات مسلحة بعد إسقاط نظام معمر القذافي 2011، لا يريد أحد هذه النهاية لسوريا وفق المبعوث الأممي، إلا أن هذا الخطر "قائم" بعد مرور ما يقارب العام على سقوط نظام الأسد.

الصحيفة تقول إن غالبية السوريين فرحوا بسقوط نظام البعث الذي حكم البلاد لأكثر من خمسة عقود، ورحبوا بسلطة أحمد الشرع، متجاهلين المخاوف إزاء "الأيديولوجية الإسلامية لهيئة تحرير الشام"، تلك الجماعة السنية، التي كان يقودها ولا يزال، هي القوة العسكرية المهيمنة، وقد تراجعت ثقة السوريين بقيادة الشرع بعدما انخرطت قوات الأمن الخاصة بصراعات اتخذت منحنى طائفياً في البلاد، على حد وصف الصحيفة.

على خلفية ما شهدته سوريا منذ سقوط نظام الأسد نهاية 2024، وبخاصة في مدن الساحل ومحافظة السويداء، يلفت بيدرسون إلى "أن كثيراً من الأشخاص قالوا له إن العنف يظهر عدم قدرة الشرع على ضبط جماعته"، أما هو فيشعر بأنهم "لا يدركون بوضوح مدى تأثير ما يجري في إتمام المرحلة الانتقالية التي تعيشها البلاد".
أحمد الشرع من ساحات الميدان إلى القصر الرئاسي

بيدرسون الذي استقال أخيراً بعد سبعة أعوام من العمل كمبعوث أممي خاص إلى سوريا، أظهر أسفه تجاه "بطء" اندماج الفصائل المسلحة التي حاربت مع الشرع في معركة إسقاط نظام بشار الأسد نهاية العام الماضي، وأصبحت اليوم قوات تتبع إلى الحكومة الجديدة وتشكل النظام الأمني الرسمي لسوريا، مشيراً إلى أن الشرع "لا يشعر بأنه مستعد" لإجراء إصلاحات أمنية، بينما تقوم جميع الفصائل بإنشاء إقطاعياتها الخاصة على امتداد سوريا، والحكومة تتعثر في ممارسة سلطتها على مناطق مختلفة في البلاد، وفق تعبيره.

من وجهة نظر بيدرسون، يريد الشرع منح الكرد في سوريا حقوقهم السياسية، ولكن ما حدث في مدن الساحل والسويداء خلق حالة من عدم الثقة، كما أن تدخل إسرائيل عزز من موقف الدروز ولا يجلب الاستقرار إلى البلاد، وفيما أشاد المبعوث الأممي بقبول دمشق دخول لجان دولية للتحقيق في أحداث الساحل والسويداء، وإدانة الشرع للعنف واعتقاله عدداً من عناصر الأمن الذين تسببوا به في البلاد، إلا أنه حث السلطة الجديدة على مزيد من الخطوات لإقامة العدالة الانتقالية التي ستحاسب الذين ارتكبوا الانتهاكات في عهد نظام الأسد، ونفذوا الجرائم بحق السوريين بمناطق مختلفة منذ سقوطه نهاية 2024.

يعتقد المبعوث الأممي أن إدارة الشرع تؤجج التوتر من خلال تعيين قضاة شرعيين من معقل "هيئة تحرير الشام" في محافظة إدلب ضمن السلطة القضائية، مشيراً إلى أن الرئيس السوري الجديد أثبت "أنه براغماتي ويتعلم"، ونظراً إلى حالة "الأمة المكسورة" فإن التحديات التي تواجه من يحل محل الأسد "هائلة"، وفق تصوره.

شدد بيدرسون على أن الشرع يحتاج إلى طمأنة السوريين بأنه يتفهم مخاوفهم "حتى لا نرى المفسدين يتحركون ضده"، مشيراً إلى أن الرئيس "خاض رحلة استثنائية ولديه أعوام طويلة من الخبرة في إدلب، ما فعله هناك كان ببساطة استمالة الناس، إذ كان بإمكانه استخدام سلطته ضدهم أو هزيمتهم عسكرياً".

لذا، إذا أراد الشرع استمالة الناس في سوريا ككل فعليه "أن يكون دقيقاً، هو يتمتع بنوع مختلف من الشرعية، والسوريون بحاجة إلى إقناعهم بأن ما يعيشونه اليوم بداية جديدة، وليس نظاماً استبدادياً جديداً".

اندبندنت عربية 


شارك بالتعليق :

الاسم : 
التعليق:

طباعة هذا المقال طباعة هذا المقال طباعة هذا المقال أرسل إلى صديق