دمشق-سيرياستيبس:
عانى السوريون خلال فترة الحرب من التقنين الذي اضطرته إليه الدولة في التغذية
الكهربائية، وقد تفاوت هذا التقنين بين ساعات منتظمة ومستقرة إلى ساعات طويلة تبعاً
لمجريات المعارك مع المجموعات المسلحة والعقوبات الخارجية على البلاد وخروج منابع النفط
والغاز عن سيطرة الدولة السورية.
ولا يمكن لأحد أن ينكر الجهود الكبيرة التي بذلت من قبل العاملين في قطاع الكهرباء
للتخفيف قدر المستطاع من تأثيرات الحرب وإصلاح الأضرار المباشرة وغير المباشرة، وفي
موازاة تلك الجهود كانت وزارة الكهرباء تعمل على محاولة توعية المستهلكين وتشجيعهم
على إتباع طرق الترشيد في استهلاك الطاقة الكهربائية لتكون قادرة على تأمين أطول تغذية
ممكنة خلال اليوم الواحد، وبدأت العديد من مؤسسات الدولة والقطاع الخاص باستبدال أجهزة
الإنارة التقليدية بأخرى موفرة للطاقة، وكذلك كان حال العديد من المواطنين والمشتركين
المنزليين.
لكن ورغم أهمية ما تم خلال السنوات السابقة إلا أن نسبة مستخدمي أجهزة الإنارة
الموفرة للاستهلاك لاتزال قليلة مقارنة بعدد المشتركين وحجم استهلاك الطاقة، ونعتقد
أن وزارة الكهرباء تعرف جيداً هذا الأمر وتملك البيانات والأرقام التي تثبت ذلك، وبالتالي
فإن هناك ضرورة للوقوف على رأي المشتركين عن سبب عدم استبدال أجهزة الإنارة لديهم بأخرى
موفرة للاستهلاك، ونسبة المنازل التي تستخدم أجهزة موفرة من إجمالي عدد المنازل المنارة،
وكذلك الجدوى الاقتصادية للأجهزة الموفرة للطاقة والموجودة في أسواقنا، واقتراحات المشتركين
من مختلف الشرائح والقطاعات لتوسيع دائرة استخدام الأجهزة الموفرة للطاقة وتحقيق الغاية
من ذلك، لاسيما وأنه مع مرور الوقت تزداد حاجة البلاد من الطاقة الكهربائية رغم العقوبات
الغربية على سورية واستمرار سيطرة الميلشيات المسلحة على آبار النفط والغاز.
|