
دمشق-سيرياستيبس:
عودة مناطق عدة إلى كنف الدولة السورية وتخلص محافظات كاملة من تواجد المجموعات
المسلحة فتحا تدريجيا شرايين الحياة الاجتماعية والاقتصادية من جديد لهذه المناطق.
وبقدر سرعة تفاعل المؤسسات الحكومية والخاصة والأهلية مع المتغيرات الجديدة على الأرض
كانت تتبلور مظاهر استعادة المناطق لأجواء الحياة.
وإذا كان ليس هناك من شك حول أهمية ما أنجزته المؤسسات الحكومية في هذا الميدان
وسرعة تدخلها، فإن الحديث يبقى حول ماهية الدور الذي لعبه القطاع الخاص وهو المفترض به أن يستغل مرونته وإمكانياته ومصالح
ليقدم مساهمة مباشرة، مع الإشارة إلى أن هناك دور مهم لعبته بعض المنظمات والجمعيات
الأهلية وفي مجالات متعددة.
اليوم يقدم مهرجان الشام بتجمعنا نموذجا لما يمكن للقطاع الخاص بمؤسساته وفعالياته
الاقتصادية أن يقدم للمناطق والمحافظات الآمنة أو تلك التي استعادت أمنها، فإلى جانب
تنشيط الجانب الاقتصادي في العاصمة التي باتت آمنة تماماً حضرت الفعاليات الثقافية
والسياحية والترفيهية ليكتمل مشهد الفعالية ويغير من الصورة الذهنية المرسومة مسبقا
عن أي نشاط للقطاع الخاص والمتمثلة في البيع والشراء والربح، فالمسؤولية الاجتماعية
ليست فقط في تقديم المساعدات للعائلات المحتاجة ودعم الجمعيات الخيرية وإنما في تنمية
الوعي الثقافي والفكري وفتح نافذة للترفيه والفرح، والتي تبدو حاجة ماسة بعد ثماني
سنوات من الحرب والضغوط النفسية والاجتماعية والاقتصادية.
ونجاح فعاليات المهرجان في دمشق يمكن أن يشكل فرصة لتكراره في المحافظات الأخرى
وتطويره سنويا ليتحول إلى حدث اجتماعي واقتصادي وفني وثقافي متجدد وعلى المستوى الوطني،
وبذلك تعزز كفة القطاع الخاص في المساهمة الفعالية بإدارة مثل هذه الفعاليات بعد أن
كانت محصورة بيد المؤسسات الحكومية حصراً.
|