واليوم
اذا كنا نؤمن بأن المرحلة القادمة تحمل فرصاً حقيقية لنهضة صناعية شاملة
في سوريا، بعد سنوات طويلة من التحديات والعقوبات , فإن قطاع الصناعة –
وخاصة الصناعة النسيجية – تشكل أحد أبرز القطاعات القادرة على قيادة هذه
النهضة، نظراً لما تمتلكه سوريا من خبرات بشرية، وموارد أولية، وإرث صناعي
متجذّر , فصناعة النسيج في سوريا تميزت تاريخيًا بجودتها وتنوعها، بدءًا
من زراعة القطن المحلي، وصولاً إلى التصنيع والتصدير.
ومع ما تشهده البلاد من تحسن في المناخ الاقتصادي، يرى الصناعي السوري "نورالدين سمحا " صاحب أحد
أهم علامات الألبسة في سوريا : ضرورة اتخاذ خطوات عاجلة لإعادة تأهيل
البنية التحتية الصناعية، وتحديث الآلات، وتوفير التمويل اللازم للصناعيين،
خاصة في مجالات الغزل والنسيج والملابس الجاهزة.
من هنا يدعو "سمحا " إلى تبني خطة وطنية لدعم الصناعات النسيجية من خلال تبني الحكومة مجموعة من القرارات أهمها :
- إعفاءات جمركية على المواد الأولية والآلات الحديثة.
- تسهيلات ائتمانية للمصانع الصغيرة والمتوسطة.
- تحفيز التصدير وفتح أسواق خارجية جديدة.
- ممارسة سياسات حمائية متوازنة لصالح الصناعة السورية الى حين تمكنها من النهوض وامتلاك ادوات المنافسة محليا وخارجيا
- المعاملة بالمثل بمعنى لا نفتح اسواقنا لمنتجات دول تمنع استيراد منتجاتنا
- الاهتمام بزراعة القطن بناء على معطيات اقتصادية وبما يحققه من قيم مضافة
-
اللجوء الى بناء شراكات فعالة بين القطاعين العام والخاص لتطوير المناطق الصناعية.. الى
جانب توفير الطاقة بأسعار لاتشكل عبئاً تنافسياً , والتعامل مع القطاع بنظرة
شمولية تفضي الى استعادته لمكانته المرموقة محلياً وفي الأسواق التصديرية ,
مؤكداً أنّ قطاع الألبسة والنسيج قادر على التفوق واثبات وجوده محليا ً
وخارجياً وأن يكون قطاعاً رافدا للخزينة ومشغلاً للعمالة بمجرد أن كانت بيئة
العمل مكتملة وبلا قيود ضاغطة .
الصناعي "سمحا
" , شجع على ضرورة العمل من أجل ربط الصناعيين السوريين في الداخل والخارج،
وإعداد دراسات واقعية، وتنظيم مبادرات لدعم الصناعة المحلية.
مؤكداً أن
النهوض بالصناعة النسيجية ليس خياراً، بل ضرورة اقتصادية ووطنية لإعادة
تشغيل آلاف العمال، وتعزيز الاقتصاد السوري من الداخل
" سمحا " الذي ينتمي الى أُسرة عريقة في صناعة النسيج تركت بصماتها على
القطاع وظلت تعمل رغم كل الظروف والتحديات حتى في المراحل الأشد صعوبة ,
وحيث كاد ارتفاع تكاليف الانتاج الكبير أن يتسبب في إغلاق مصانع بأكملها ,
أصرَ هو والعديد من الصناعيين السوريين على العمل والانتاج بأدوات مسايرة
للعصر والأهم كان في عزم ونشاط " سمحا " على إفراد اهتمام دائم بالتدريب والتأهيل لأن
اليد العاملة برأيه أهم مقوم من مقومات ازدهار صناعة النسيج , لذلك كان
يرى دائما أن التدريب قد لايكون لغاية رفد مصنعه فقط باليد العاملة وإنما
كان يتطلع لتبقى اليد العاملة الخبيرة والمؤهلة متوفرة وأن لايكون هناك أي
نقص فيها .
لذلك
يأمل " سمحا " صاحب علامة " تاليس " الشهيرة في سوريا , أن تساعد الحكومة الحالية في إعادة صياغة قطاع النسيج وفقا
لعناصر القوة التي يتمتع بها وبما يليق بمكانته كقطاع رافد للاقتصاد الوطني
, فسوريا بلد يشتهر بصناعة النسيج ويجب أن ياخذ مكانه إقليماً وعالمياً ,
وأن يعود نقطة استقطاب خاصة وأن تاريخ وتجربة سورية في بقطاع النسيج
والألبسة واضحة للجميع مذكراً بأنّ سوريا استطاعت التصنيع للكثير من
الماركات العالمية وخاصة الايطالية واستطاعت أن تصنع لماركات عالمية أيضا
بغرض التصدير وهذا مايمكن أن تفعله مجدداً , ولكن لابد أولاً من التطلع الى القطاع
بعين خاصة جدا ..عينٌ ترفع قيمهُ المضافة و تعالج مشاكله المعروفة الأسباب
والحلول , وحيث تحتاج الحلول الى قرارات كاملة وغير مسبوقة ربما , وقال
تستحق سوريا أن تستعيد موقعها وأن تكون بلداً مستقطبا لصناعة النسيج ,
مؤكداً انه بمنح هذه الصناعة المهمة لدعم المطلوب فإنّ سوريا ستكون قادرة
على المنافسة محليا وفي الاسواق التصديرية , مشيراً إلى أنّ صناعة النسيج
استطاعت أن ترتقي في مستوى الذوق والتصاميم والجودة لتناسب مختلف الفئات
العمرية بمن فيهم الشباب هذا فضلا عن محاكاتها لمختلف الأذواق والاحتياجات .