سيرياستيبس :

كشفت مؤسسة الجيولوجيا إمكانية استثمار الحديد مع جميع الشركاء من وزارة الصناعة واتحاد غرف الصناعة والتجارة بعد التغيرات والتطورات الحاصلة في مجال تصنيع خامات الحديد.
ويأتي ذلك بعد توقّف تصنيع الحديد في الفترة الماضية بسبب التكاليف المرتفعة وحاجته لكميات كبيرة من الفحم في ظل ارتفاع أسعاره آنذاك.
وبينت مصادر في مؤسسة الجيولوجيا أنّ استهلاك القطر من منتجات الحديد والفولاذ تزايد بعد عام 2000، حيث وصلت كمية الحديد المستورد في عام 2010 لحوالي مليوني طن، في حين تراجعت مع بدء الأزمة إلى 500 طن/سنة، وفي العام الحالي تراجعت كمية الحديد المستورد إلى ٣٤٥ طناً/ سنة.
كما بينت المصادر أن قيمة واردات القطر من منتجات الحديد والصلب بين عامي 2019-2021 بلغت حوالي 525 مليون دولار.
وانطلاقاً من هذه الإحصائيات تبيّن أن إقامة مجمّع للحديد والصلب بطاقة مبدئية قدرها مليون طن لبدء الإنتاج بعد 5 سنوات من اتخاذ القرار بإقامة هذه الصناعة، هو ضرورة قومية واقتصادية، علماً أن استهلاك القطر من منتجات الحديد والصلب سيرتفع في مرحلة إعادة الإعمار.
وأشارت دراسة إلى أن السوق تبيّن الحاجة المهمة للسوق المحلي بمقارنة الكميات المستوردة وقيمتها المالية في الوقت الذي تتوفّر فيه المواد الأولية لهذه الصناعة وتصلُح لتغذية مجمّع الحديد والصلب المُقتَرح.
وبيّنت الدراسة أن الكميات الممكن استثمارها بمقالع سطحية من جديدة يابوس هي حوالي 51.5 مليون طن تكفي لـ26 سنة من الاستثمار.
وعن الآفاق المستقبلية لفتت الدراسة إلى أنه نظراً إلى التطور الحاصل في مجال تركيز وتصنيع خامات الحديد الفقيرة وظهور إمكانية تقنية جديدة قد تتيح المجال أمام تركيز وتصنيع خامات الحديد السوري، فإن المؤسسة تسعى إلى الاستفادة من خبرات دول العالم والبحث عن شركاء حقيقيين لعقد اتفاقيات بصيغة تشاركية على أن تُقدّم سورية الخامات والبنية التحتية مقابل الخطوط التكنولوجية والتكاليف التشغيلية.
في سياق متصل فإنه مع الارتفاع الكبير لأسعار الحديد والفولاذ في الأعوام الأخيرة وانخفاض إنتاج الحديد والصلب عالمياً الأمر الذي دفع الكثير من البلدان إلى خفض إنتاجها أو إغلاق مصانعها، فإن الاستخدامات الصناعية لهذا الخام غير إنتاج الحديد والصلب مكّنت المؤسسة من الاستفادة منه في موقع راجو واستثماره كمادة مساعدة في صناعة الإسمنت والملوّنات الحديدية للقطاع الخاص.
وعن الكميات المتوفّرة في القطر كشف الدراسة أنها تزيد على 300 مليون طن موزعة في عدة مناطق (الزبداني- الكرداغ- القدموس)، كما تتكشّف ظواهر لخامات الحديد في الجنوب الغربي من بلدتي بيت جن ومجدل شمس وفي السلسلة التدمرية وجنوب مصياف.

العمود الفقري للصناعة الحديثة
يشكل الحديد العمود الفقري للصناعة الحديثة، ويلعب دوراً حيوياً في إنتاج الصلب وتطوير البنية التحتية، ويدخل في صناعة عدد كبير من السلع الاستهلاكية.
وخام الحديد هو عبارة عن صخور ومعادن يمكن تسخينها بوجود مادة مختزلة لاستخراج الحديد المعدني، وتعتمد صناعاته في كل أنحاء العالم على هذه المصادر للحصول على مادة الحديد الأولية.

أكبر المنتجين
بلغ إجمالي حجم خام الحديد المنتج في كل أنحاء العالم 2.5 مليار طن متري في عام 2023، وتُعد أستراليا والبرازيل أكبر المنتجين، كما تعد احتياطيات خام الحديد في أستراليا الأعلى بوجود 58 مليار طن متري من الخام في أراضيها، وفق ما ذكرت منصة ستاتيستا الإحصائية.
ويتم استخدام نحو 98% من خام الحديد المستخرج في صناعة الفولاذ (الصلب)، ما يجعله إحدى أهم السلع الأساسية إلى جانب النفط، ونظراً لأهميته تسعى العديد من الدول إلى استخراج الحديد الكامن في أراضيها لتحسين وضعها الاقتصادي وزيادة دخلها، وفق ما ذكرت هيئة المسح الجيولوجي الأميركية.
وفي عام 2022، بلغت القيمة السوقية العالمية لتعدين خام الحديد حوالي 328.52 مليار دولار، وهذا الرقم أقل بكثير من القيمة السوقية لتعدين خام الحديد في عام 2021، التي بلغت 482.91 مليار دولار، ومن المتوقع أن تصل القيمة السوقية العالمية لتعدين خام الحديد إلى حوالي 305 مليارات دولار في عام 2023، وفق «ستاتيستا»، ويعود سبب هذا الانخفاض –على الأغلب- إلى الحرب الروسية – الأوكرانية، واضطراب سلاسل التوريد، والعقوبات التي فرضت على روسيا.

تشرين