ما أكثر ما تريد هذه الحكومة تنفيذه ولكن هل تستطيع ؟  
سورية الجميلة RSS خدمة   Last Update:18/04/2024 | SYR: 15:57 | 19/04/2024
الأرشيف اتصل بنا التحرير
TopBanner_OGE

 سلعنة الإرهاب والأزمة الاقتصادية و«الترامبية»!
20/01/2020      


سيرياستيبس:

أ.د حيان أحمد سلمان

نقصد بالسلعنة commodification وحسب القواميس العربية التوجه لتحويل كل شيء في الوجود إلى سلعة تباع وتشترى لتحقيق أكبر ربح وربحية بغض النظر عن الأخلاقية الاقتصادية وميثاق الأمم المتحدة سنة 1945، وتترسخ معالم السلعنة مع زيادة قوة (الرأسمالية المتوحشة) التي يمثلها (ترامب) وعرض كل شيء للبيع بما فيه الحضارة والمشاعر والثقافة، وكتجسيد عملي على ذلك دعم أمريكا للقوى الإرهابية في سورية (متحف التاريخ) وسرقة وتدمير تراثها وثرواتها، وتهديد إيران بتدمير كل مرتكزاتها الحضارية والثقافية، وسرقة المال العراقي بحجة تكلفة قاعدة الاحتلال الأمريكية في العراق (عين الأسد) وبتكلفة تريليوني دولار وإدمانه على الإرهاب الاقتصادي من عقوبات وحصار على دول العالم أي سلعنة كل شيء، وتزداد وقاحته مع زيادة قناعته بأن قوة الاقتصاد الأمريكي تتراجع نسبياً من سنة إلى أخرى، وأن جهوده ليكون سيد العالم تتراجع أيضاً، وأن محاولاته لضمان استمرار القطبية الأحادية والسيطرة الأمريكية الاقتصادية تذكرنا بقصة (صانعي الشموع) مع الشمس، حيث أورد الاقتصادي الأمريكي (سامو يلسون) وهو أول أمريكي ينال جائزة (نوبل) في علم الاقتصاد، وكان مستشاراً للرئيس الأمريكي (جون كينيدي) وللبنك الفيدرالي ووزارة الخزانة الأمريكية، حيث يقول في كتابه (علم الاقتصاد) الصادر عن مكتبة لبنان ناشرون- الطبعة الأولى عام 2006 الصفحة303 ويعبر عن المنافسة الأمريكية برسالة وجهها صانعو الشموع إلى مجلس النواب الأمريكي ومضمونها «السادة أعضاء مجلس النواب المحترمون، نحن صناع الشموع نواجه الآن منافسة من خصم أجنبي يمتلك قدرات فائقة لإنتاج الضوء، ويمكنه إغراق السوق المحلية بسعر منخفض، وخصمنا هو الشمس، لذلك نحن نلتمس من سيادتكم أن تتفضلوا بإصدار قانون يقضي بإغلاق جميع النوافذ والفتحات والشقوق التي اعتاد ضوء الشمس أن يتخلل منها إلى داخل منازلنا على نحو يهدد صناعتنا الرائجة» ومهرت الرسالة بتوقيع صانعي الشموع.

فهل يريد الرئيس الأمريكي (دونالد ترامب) تهديد دول العالم ليضمن تسويق منتجاته والسيطرة على موارد العالم المختلفة والمتنوعة وحتى على أشعة شمس وينفذ رغبة صانعي الشموع ؟!، لكن من جهة أخرى تؤكد المعلومات الاقتصادية الأمريكية أن الاقتصاد الأمريكي يتراجع نسبياً أمام الاقتصادات الأخرى (الصين والهند وروسيا)، بدليل أن حجم الديون, الأمريكية وصل إلى حدود /22/ تريليون دولار بينما ناتجها الإجمالي بحدود /20,5/ تريليون دولار, أي إن نسبة الدين العام إلى الناتج المحلي الإجمالي هي أكثر من /107%/، وحسب بيانات وزارة الخزانة الأمريكية أن الدين العام الأمريكي ارتفع خلال سنة 2019 بمقدار /1,2/ تريليون دولار بالنسبة لسنة 2018، أي عملياً وباللغة الرقمية فإن أمريكا البالغ عدد سكانها حوالي /328 / مليون نسمة ومساحتها حوالي /9،2/ ملايين كم2 وبناتج محلي إجمالي للفرد الواحد بحدود /63/ ألف دولار تستدين كل دقيقة حوالي /2,2/ مليون دولار؟!، وإن أمريكا رغم قوتها لكنها لم تعد الدولة الأولى, فمثلاً ووفقاً لمؤشر (تصنيف سهولة ممارسة الأعمال) تراجعت إلى المرتبة رقم /8/، فهل بدأ العد العكسي لقوة الاقتصاد الأمريكي وسنتلمس تداعياته كما نتلمس معالم تراجع الاقتصاد الأوروبي؟!، أم نتعزز قوتها الاقتصادية من تسويق منتجاتها العسكرية من خلال إيجاد بؤر توتر وحروب جديدة؟!، أم إن هذا يمهد لأزمة اقتصادية عالمية تتجاوز في حدتها وتداعياتها أزمتي 1929 أي أزمة الركود الاقتصادي الكبير وأزمة 2008 أي الأزمة التي انطلقت من شارع (وول ستريت) في أمريكا الذي يعد بيت المال العالمي، وانتقلت تداعياتها إلى دول العالم وحسب علاقة هذه الاقتصادات مع أمريكا، وقناعتنا بأن الأزمة العالمية قادمة وكل الاحتمالات مفتوحة للمستقبل فهل نستعد لمواجهة ذلك؟!.

تشرين


شارك بالتعليق :

الاسم : 
التعليق:

طباعة هذا المقال طباعة هذا المقال طباعة هذا المقال أرسل إلى صديق