خاص- سيرياستيبس:
قبل نحو ثلاثة عقود دفعت دول الخليج العربي العراق لمهاجمة إيران بعد ثورتها الإسلامية وطيلة ثماني سنوات دفعت مشيخات الخليج للعراق مليارات الدولارات شريطة استمرار حربه على إيران بغية اضعاف قوة الدولتين وتفتيتهما، وما أن انتهت الحرب حتى لعبت بعض هذه المشيخات دوراً في التصعيد مع العراق لينتهي الأمر باحتلال صدام حسين للكويت ولتهرع السعودية إلى الولايات المتحدة الامريكية طلباً للتدخل العسكري وإقامة قواعد ثابتة لها في المنطقة وقادت حصاراً اقتصادياً قتل آلاف المواطنين والأطفال الذين لم يجدوا الدواء والطعام، وفي العام 2003 قادت السعودية عبر سفيرها في واشنطن الرئيس جورج بوش لقيادة غزو العراق..غزو أسفر عن استشهاد آلاف المواطنين والتقديرات تقول إن الخسائر البشرية وصلت إلى المليون، ومع ذلك لم تستقبل المملكة العربية السعودية مواطناً عراقياً بل كانت ترسل التكفيريين ورجال القاعدة لضرب استقرار هذا البلد، بدليل الفضيحة التي كشفها العراق وتمثلت باعتقال أمراء سعوديين متورطين بأعمال ارهابيين... واليوم تقود الرياض والدوحة حرباً من نوع على آخر على العراق بعد أن شعرتا باستعادة العراق لعافيته ودوره الإقليمي والدولي لاسيما موقفه العقلاني من الأزمة السورية، وتتمثل الحرب الجديدة في التحريض والاصطفاف الطائفي وتأجيج الخلافات والنزاعات رغبة في تحقيق مرادها بعراق تابع للخليج وسياساته لا عراق قومي عربي مستقل، وليس استقبال الهاشمي سوى جزء من تلك الحرب التي تأخذ شكل ميداني كما هو الحال في سورية عبر استمرار التفجيرات الانتحارية والخلل الأمني واللعب على محاولة اسقاط حكومة المالكي وتنصيب حكومة موالية للخليج، فمثل هذه الحكومة ستتيح لها استكمال مؤامرتها باستهداف سورية ومحاصرتها وتهديد أمنها الداخلي أكثر عبر فتح الحدود أمام المسلحين والمقاتلين وتهريب السلاح نظراً لطبيعة الحدود العراقية السورية ووجود كم كبير من المقاتلين التابعين للنظامين السعودي والقطري في العراق.. لكن قوة حكومة المالكي ودعمها من ايران وسورية وسياستها الوطنية التي ظهرت جلياً في الانسحاب الامريكي ورفض اقامة قواعد عسكرية عزز من شعبيتها، ستكون عامل اطمئنان للعراق ليتعافى كلياً خلال العامين القادمين فقط، وإذا سارت الأمور كما هي فالعراق بعد عامين قوة إقليمية كبيرة يحسب لها ألف حساب..فكيف والحال مع علاقاتها القوية مع إيران وسورية؟!.
|